الملايين الذين خرجوا أمس الأول فى كل شوارع وميادين مصر مطالبين الرئيس مرسى بالرحيل، تسببوا فى تغيير سياسة الصحف القومية الموالية للنظام الحاكم، فأغلب هذه الصحف صدرت أمس بمانشيتات تنحاز إلى الشعب ومطالبه والقليل منها اتبع سياسة «مسك العصا من المنتصف». «الأهرام المسائى» كتبت فى صدر صفحتها الأولى «مصر تنتفض» وأسفله عنوان «المتظاهرون يحتشدون فى الميادين لإسقاط النظام» مع صورة كبيرة لميدان التحرير وهو ممتلئ عن آخره. «المساء» وقفت أيضاً فى صف الثوار وكان عنوانها الرئيسى «الكلمة العليا للشعب» مع صورة ضخمة لميدان التحرير، أما «الأخبار» فظهرت وكأنها إحدى الصحف المعارضة بعناوين: «بركان الغضب ينفجر فى وجه الرئيس والإخوان» و«مصدر عسكرى: أكبر مظاهرة فى تاريخ مصر تطالب بالرحيل.. و25 ألفاً فى رابعة». «الأهرام» مسكت العصا من المنتصف، إذ كان عنوانها الرئيسى «الملايين تهتف تحيا مصر» وعنوان فرعى «حشود المعارضة تطالب بالرحيل.. وهتافات تأييد للرئيس فى رابعة العدوية»، وصاحب العنوانين صورة كبيرة لميدان التحرير وصور أصغر للاتحادية ورابعة العدوية. و«الجمهورية» بدت وكأنها لا تتابع الأحداث بشكل كامل، حيث جاء عنوانها الذى يعلو اسم الجريدة «معاشات يوليو اليوم بالعلاوة الجديدة»، أما العنوان الرئيسى: «الملايين فى الميادين» مع صورة ل«التحرير» وأخرى ل «رابعة». دكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قال ل «الوطن» إن الاتجاه الذى سلكته الصحف القومية فى عناوينها أمس يدل على أنهم تعلموا من دروس ثورة 25 يناير، ويعكس حرصهم على «القفز على عربة الفوز» التى تمثل الرأى العام بعد أن أدركوا من التظاهرات المليونية أن النظام فى مراحله الأخيرة، خاصة أن الحدث أكبر من أن يتجاهله أحد. وانتقد العالم جريدة «الأهرام» تحديداً لاكتفائها بإظهار هتاف «تحيا مصر» فى العنوان مع تجاهل عشرات الهتافات التى أطلقها الملايين مطالبة برحيل النظام، مع مساواة الجريدة بين مظاهرات رابعة العدوية من ناحية ومظاهرات ميدان التحرير والاتحادية وغيرهما فى باقى محافظات مصر من ناحية أخرى.