حثَّ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم، على إحراز تقدم حول مدونة سلوك لفض الخلاف حول بحر جنوب الصين، بعد أن حذرت الفلبين حليفة الولاياتالمتحدة من أن الصين تعزز تواجدها العسكري هناك. وقال كيري خلال اجتماع حضره وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا "آسيان" في بروناي: "نأمل في إحراز تقدم حول مدونة السلوك، لضمان الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية". وجدد كيري التركيز على أن الولاياتالمتحدة لا تتخذ موقفا من الخلافات حول بحر جنوب الصين، لكنه أضاف: "لدينا مصلحة كبيرة في الطريقة التي يتم بها حل النزاعات في بحر جنوب الصين وفي سلوك الدول المعنية". وقال إن "الولاياتالمتحدة بصفتها دولة مطلة على المحيط الهادي، لديها مصلحة قومية في الحفاظ على السلام والاستقرار واحترام القانون الدولي وحركة التجارة المنظمة وحرية النقل البحري في بحر جنوب الصين". وتابع في إشارة واضحة للصين: "أعمالنا ليس الهدف منها احتواء أو مواجهة نفوذ أي دولة أخرى". وتتردد الصين في الموافقة على مدونة سلوك مع كتلة "آسيان"، وتفضل أن تُجري مفاوضات مع كل دولة على حدة. واتهمت فيتنام والفلبين في السنوات الأخيرة الصين بالقيام بأعمال عدائية متزايدة، من أجل فرض مطالبها حول بحر جنوب الصين. وتصر الصين على أن لديها حقوقا سيادية على كامل هذا البحر، بينما تطالب دول "آسيان" أي الفلبين وفيتنام وبروناي وماليزيا وتايوان، بأجزاء منه. وأمس، أكد وزير خارجية الفلبين ألبرت ديل روزاري، أمام نظرائه من "آسيان" في بروناي، أن الصين بدأت بتعبئة عسكرية ضخمة في البحر. وقال ديل روزاريو إن "الانتشار الكبير للسفن الصينية خصوصا العسكرية منها، وإصدار التهديدات، يشكلان تحديا كبيار للمنطقة بأسرها". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، أصدرت بيانات مشابهة حول موقف الولاياتالمتحدة من بحر جنوب الصين، كان أولها خلال اجتماع لدول "آسيان" في هانوي عام 2010. وتعتبر هذه التعليقات بمثابة إشارة إلى دعم أمريكي قوي لدول "آسيان" على خلفية التوتر مع الصين. ورفض كيري، الذي وصل إلى بروناي بعد محادثات مطولة في الشرق الأوسط، إيحاءات بأن إدارة باراك أوباما ستركز بشكل أقل على آسيا بعد رحيل كلينتون. وقال كيري: "سأكون واضحا، فأنا أعلم أن البعض يتساءل ما إذا كانت الولاية الرئاسية الثانية لأوباما مع وزير خارجية جديد ستستمر على النهج نفسه، والجواب هو: نعم، بل إننا سنزيد من جهودنا".