عميد أصول الدين عن فتوى مفتى السعودية وبرهامي: "أمور خلافية"

انتقد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، اليوم، تراجع الدعاة عن مواقفهم بتحريم الغناء وسماع الموسيقى، حيث وصفهم ب"المنتكسين"، مستنكرا أن تكون تلك الخطوة لتغيير آرائهم النابعة من مراجعاتهم الفكرية.
جاء ذلك على خلفية تراجع الداعية الإماراتي وسيم يوسف عن تحريم الموسيقى، وانتقاده فتاوى المشايخ والدعاة بتحريمها، مشيرا إلى أن الموسيقى متوفرة في الكثير من الأمور اليومية، مؤكدا أن جميع أدلة تحريم الموسيقى ضعيفة وأنه قد تربى على فتاوى المشايخ بأن الموسيقى حرام.
بينما أصدر الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوى حول جوائز الدورات الرمضانية والتي تقام فقط لتحفيز اللاعبين في شهر رمضان الكريم، معتبرًا إياها "قمارا محرما لا يجوز"، وذلك بعدما سؤال "إذا كانت جوائز المباريات لا تجوز، فما حكم إقامة دورات رمضانية يكون فيها جوائز للفريق الفائز؟ على أن يكون المال المأخوذ إنما هو يؤخذ مِن فرقة واحدة فقط، فهل هذه الصورة جائزة؟"، حتى أجاب برهامي على السؤال بفتوى "قمار محرم ولا تجوز".
من جانبه، يقول الدكتور بكر زكي، عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر، إن قضية تحريم الموسيقى هي تعتبر قضية خلافية لا يستطيع أحد أن يفتي بكونها "حرام" بالمطلق أو "حلالا" بالمطلق، موضحا أن هناك رأيين وضعهما الأمام أبو حامد الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" وذكر رأي القائمين بالحلال والقائمين بالتحريم فيها حيث انتهي على ترجيح رأي القائمين بالحلال واستدل بهذا بما فعله الأنصار عندما وصل الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة مهاجرا وقيل إنه في بعض الغزوات تم استقباله بالشعر.
وأضاف زكي في تصريح ل"الوطن"، أنه لو كان الغناء حراما والموسيقى حراما، ما أذن الرسول بوقوعه في بيته في يوم العيد، مشيرا إلى أنه كان يعمل في بيت السيدة عائشة جاريتان وعندما دخل الصحابي أبو بكر عليهما ووجدهما تغنيان قال: "مزمار الشيطان في بيت رسول الله"، حتى رد عليه رسول الله: "دعهما يا أبوبكر فإن اليوم يوم العيد"، موضحا أنه كان البعض يفرِّق بين "الدف" وبين الآلات الموسيقية الأخرى فهل كانت هذه الآلات موجودة ولم يستخدمها المغنون في زمانهم أم أنها من الآلات الحديثة وتحريم الموسيقى لا يكون إلا في مواطن الفتنة أو في إثارة الشهوة أو في إضاعة فرض من الفروض بسبب الاستماع.
وعن فتوى الشيخ ياسر برهامي، قال عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر إن برهامي ليس أهلا للفتوى ولا يرقى لدرجة الأهلية للفتوى، مضيفا أنه إذ قال ذلك فإنما يتأوله من خلال بعض الآراء الفقهية الضعيفة.
وأكد زكي أن الأمر ليس شيئا من المقامرة بقدر ما يكون دعايا لبعض السلع أو الشركات أو للترويج لبعض المنتجات أو التكافل الاجتماعي ولا تحريم إلا بنص ولا نص يحرم ذلك في كتاب الله أو السنة النبوية.