الجامعة الخليجية بالبحرين تختتم فعاليات الملتقى الإعلامي الأول ب10 تو

انطلقت فعاليات الملتقى الإعلامى الأول «الإعلام وتحديات الخليج العربي» بالجامعة الخليجية والذي أُقيم تحت رعايةٍ وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي بمقر الجامعة الخليجية بمشاركة شخصيات أكاديمية وإعلامية وسياسية واقتصادية من الوطن العربي، حيث استعرضوا أبرز التحديات الأمنية والإقتصادية لدول الخليج العربي في ظل مايجرى على المستوى الإقليمي والدولي.
وبحضور نائب راعي الحفل وكيل وزارة شؤون الإعلام عبد الرحمن بحر والدكتورة منى الزياني رئيس مجلس أمناء الجامعة الخليجية والدكتور مهند المشهداني، رئيس الجامعة الخليجية وعددٍ من أعضاء مجلسي النواب والشورى البحرينين وحشد كبير من الإعلاميين والمهتمين بالإعلام.
وأكد وكيل وزارة شؤون الإعلام عبد الرحمن بحر على أهمية تعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والتعليمية والثقافية الخليجية في ترسيخ الهوية العربية والإسلامية وتكريس قيم المواطنة والتسامح، وتعزيز مسيرة التعاون والانتقال نحو الاتحاد الخليجي كنواةٍ فاعلةٍ للوحدة العربية المنشودة، وخيارٍ استراتيجي لتعزيز القدرات الخليجية والعربية على مواجهة التحديات كافة.وأشار إلى حرص الوزارة على توطيد الشراكة مع الجامعات الوطنية في النهوض بالرسالة الإعلامية بما يواكب مسيرة المنجزات التنموية والحضارية المتواصلة خلال عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين.
ومن جهته أكد رئيس الجامعة الخليجية، الدكتور مهند المشهداني، أن الملتقى يهدف إلى تعزيز دور البحث العلمي في الجامعة الخليجية من خلال مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين مما يسهم في دفع عجلة البحث العلمي وتعزيز مكانة مملكة البحرين في هذا الجانب على مستوى العالم، واعتمد الملتقى على خلاصة الأبحاث ونتائجها، مؤكدا أنه سيتم التنسيق بين الجامعة ووزارة الإعلام البحرينية لتفعيل التوصيات والنتائج التى سيتوصل إليها الملتقى لتقديم رؤية استشرافيه لمستقبل الإعلام والتحديات التى تواجه الخليج العربي، مشيرًا إلى نجاح النسخة الأولى من الملتقى الإعلامي يعد فخرٌ للجامعة ومنتسبيها.
وقال الدكتور صابر حارص، رئيس قسم الإعلام بالجامعة الخليجية في كلمته: «هذا الملتقى الإعلامي جاء استشعارًا من قسم الإعلام بالجامعة الخليجية لتوجيهات مجلس التعليم العالي بمملكة البحرين بضرورة تحمل الأقسام العلمية والاكاديمية لمسئوليتها تجاه ما يجرى فى المنطقة».
وأضاف حارص أن الإعلام قاسم مشترك فى كل التحديات التى يواجها الخليج العربي وخاصة التحدي الأمني والتحدي الاقتصادي نتيجة للممارسات الإعلامية التى تأتي حينًا غير مهنية وتتطلب من الأقسام الأكاديمية أن تقوم برصدها وتقويمها، وحذر حارص من الاستهانة بدور الإعلام الذي يمكنه هدم أو بناء الإقتصاد القومي وأيضا إمكانية استخدامه فى تغذية الفكر المتطرف والتحريض على العنف والإرهاب أو في إمكانية التصدي له.
وبعث حارص برسالة الملتقى إلى المؤسسات الإعلامية والاقتصادية والأمنية والتي مفادها كيف يمكن للإعلام الخليجي أن يدعم التحديات الأمنية والإقتصادية ببلدان الخليج العربي، فالأوضاع الاقتصادية غير مستقرة وتراجع معدلات التوظيف والاستثمار كانت الغذاء الرئيسى لافكار التطرف خاصة حينما قام الاعلام المعادي بتوظيفها فى التحريض والكراهية، كما أن أحداث العنف والإرهاب تستنزف ولا تزال معظم الموارد الاقتصادية التى كانت ستتجه نحو تنمية البلاد.
وبدأت الجلسة الأولى للملتقى بورقة عن الإعلام والمجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والتي قدمها ، الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم والبحث العلمي ووزير الشؤون البرلمانية السابق، أكد خلالها على أن الحكومات العربية يجب أن تفعل الدور الإعلامى فى محاربة الجماعات المتطرفة والإرهاب، واستخدام أدوات الإعلام الجديد وتوضيح مواقفهها من القضايا الدولية، وإيجاد خطاب إعلامى عربى مستنير يقضى على التطرف، وحذر شهاب من أن الإرهابيين يسعون إلى الاستئثار باهتمام وسائل الإعلام ومتابعة الرأي العام والسياسيين، حتى أنه أصبح مبررا لوجود الإرهاب بل العامل الأساسي لتعزيزه إلى الدرجة التي لم يعد هناك قيمة للإرهاب في غياب التغطية الإعلامية.
وأكد أن الإعلام يعتبر من أهم وسائل التنظيمات الإرهابية حاليا لتجنيد العملاء واكتساب الأنصار عبر غسل الأدمغة، وترويج أفكار ضالة بصناعة مواد إعلامية مزيفة، وفبركة صور وفيديوهات ومواد أخرى، منوها بأن البعض يرى أن المعالجات الإعلامية للأحداث الإرهابية هي شريان الحياة للإرهاب، وأن مقاومة الإرهاب تتطلب حرمان الإرهابيين من الوصول لوسائل الإعلام باعتبارها الرئة التي يتنفس بها الإرهاب. تلتها ورقة أخرى استعرضت تجربة الخليج العربي في التصدي للإرهاب قدمها الدكتور عايد المناع، ثم محاضرة أخرى عن الإعلام الجديد والإرهاب، المشكلة والحل للأستاذ الزائر بالجامعة الخليجية الدكتورة استقلال العازمي، وأخيرًا محاضرة عن الإرهاب واقتصاديات الخليج العربي لعمر العبيدلي من مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والطاقة.
واستعرضت الجلسة الثانية الإعلام والتحدي الاقتصادي والتي أدارتها الإعلامية سهير المهندي، واشتملت محاضرة كيفية دعم الإعلام للاقتصاد الخليجي عمومًا والبحريني خصوصًا للبروفيسور حبيب الله محمد التركستاني أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وبدأت بعدها محاضرة كيف تدعم المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة الإعلام الخليجي خصوصًا في البحرين لرئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي والذى استعرض خلالها الواقع الصعب الذي تمر بها الصحافة الورقية في البحرين، مؤكداً أنها تعيش بأسوأ حالاتها؛ بسبب انكماش السوق الإعلاني بالسنوات الأخيرة، وبين المردي أنه «حين تبدأ المؤسسات التجارية والحكومية في التقشف، فإنها تبدأ بالميزانيات الإعلانية للصحف قبل غيرها».
وقال المردي: «الدور المحوري والمهم للصحافة الوطنية بالبحرين في الدفاع عن هوية البلد ومقدراتها لا يقل أهمية عن دور المؤسسات العسكرية نفسها، ولقد أثر هذا التقشف المتزايد والمستمر في دور الصحافة التنويرية والريادي والدفاعي عن البحرين في الداخل والخارج خصوصاً، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار أن الحرب التي تشهدها مملكة البحرين في السنوات الأخيرة حرب إعلامية بامتياز».ثم دعوة للاستشراف وطرح المقترحات حول سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، والملامح الرئيسية لمستقبل الاقتصاد الخليجي في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية للدكتور شقيق السامرائي أستاذ الاقتصاد بالجامعة الخليجية، والذى أكد خلالها بأن أهم المقومات التي يجب أن يرتكز عليها الاقتصاد الخليجي في المرحلة المقبلة هو تفعيل قرارات التكامل الاقتصادي الخليجي، والمضي قدماً في تنفيذ قرارات المجلس الأعلى لقادة دول الخليج التي صدرت في القمم الخليجية السابقة ومنها السوق الخليجية المشتركة، العملة الخليجية الموحدة، الاتحاد الجمركي، تبسيط إجراءات نقل البضائع والسلع، واستكمال المشروعات الخدمية المشتركة كمشروع السكة الحديد الخليجية وغيرها .وقدم الدكتور وليد خلف الله أستاذ الإعلام المساعد بقسم الإعلام بالجامعة الخليجية ورقة بحثية حول الإعلام والاقتصاد علاقة تكاملية والتى أكد خلالها بأن الإعلام والاقتصاد يجب أن يكونا متكاملين ولا يمكن أن يكونا منفصلين وأن الإعلام والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، ويجب على الحكومات الخليجية والعربية أن تضع خطة استراتيجية للتكامل الاقتصادى والإعلامى من أحل خلق إعلام ترويجى يصحح الصورة ويظهر للعالم أجمع حجم ومقدار الاقتصاد القومى العربى.
وخلص المشاركون في الملتقى إلى عشر توصيات وهي: بناء استراتيجية إعلامية خليجية موحدة على المستوى العربي والدولي للتعامل مع الإرهاب إعلاميًا وفكريًا، تأسيس مرصد إعلامي خليجي لتقييم أداء الإعلام الخليجي في معالجاته لأحداث الإرهاب وأفكار التطرف، ضرورة استفادة الإعلام من الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب سواء على مستوى وزراء الداخلية أو مجالس الوزراء وأهمية إعادة النظر في تناول الإعلام لأحداث الارهاب، تأهيل الإعلاميين في الخليج العربي عبر برامج متخصصة في التعامل مع أحداث الارهاب وأساليب تغطياته الصحفية والاعلامية، تقديم خطاب ديني يفند كل مزاعم وأفكار التطرف التي يتصور بعض الشباب إنها افكار جهادية، العمل على مخاطبة الجمهور غير العربي في أوروبا وأمريكا وغيرها بخطاب إعلامي وديني يناسب عقليتهم وثقافتهم حيث سيبث هذا الخطاب على وسائل اعلام عربية دولية تتحدث باللغات الاجنبية.
وتوظيف الكفاءات الخليجية والعربية في الخارج لدعم الخطاب الديني المعتدل وخدمة السلام والاستقرار بالخليج العربي، إنشاء مركز إعلامي متخصص في الاقتصاد الخليجي يستهدف خلق الاقتصاد المعرفي والإعلام المعرفي لتحقيق التنمية المستدامة وولادة المشاريع الانتاجي وتأهيل طلبة الإقتصاد والفنون الإعلامية المختلفة التي تؤهلهم للتعاطي مع الإعلام الاقتصادي، تأهيل الاعلاميين بالنظم والسياسات الاقتصادية حتى يتمكنوا من المعالجات الاقتصادية بشكل مهني، إفتتاح أقسام جديدة للإعلام الاقتصادي يؤهل خريجيه لممارسة الكتابة والبحث الاقتصادي بشكل إعلامي وأسلوب مهني يمكنه من معالجة الازمات الاقتصادية وفترات التحول التي تمر بها منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة.