«بتعلّم من أجل العلم، لأن المتعلم هو اللى له وزن وقيمة فى المجتمع، ونفسى أدخل البرلمان»، بهذه الكلمات بدأ «الحاج محمد بدران»، 73 سنة، حديثه عن خوضه امتحانات الشهادة الإعدادية، بصحبة حفيده، أمام لجنة مدرسة محمد على زاهر، بقرية «كفر الصلاحات»، التابعة لإدارة «بنى عبيد» التعليمية، مشيراً إلى أنه كان يرغب فى الترشح لعضوية مجلس النواب فى الانتخابات البرلمانية السابقة، ليكون «صوتاً للفلاحين»، إلا أن عدم حصوله على الشهادة الإعدادية حال دون ترشحه. فلاح الدقهلية: «ما أخدتش دروس.. ونفسى أدخل البرلمان» «بدران»، قال ل«الوطن»، إن حفيده، الطالب فى الشهادة الإعدادية، شجعه على المذاكرة، وكانا يذاكران معاً، وأضاف: «لم ألجأ للدروس الخصوصية، واعتمدت على الكتاب المدرسى»، لافتاً إلى أنه حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1956، ولم يستكمل تعليمه، واهتم بالزراعة، لكنه عاود الاهتمام بالدراسة مجدداً عام 2009، بعد وفاة زوجته التى تركت له ولدين وبنتين متعلمين، كما أن لديه أحفاداً من كل أبنائه. وأكد الرجل السبعينى أن لديه «مشروعات كبرى» يمكن أن تفيد مصر فى الزراعة، وتحقيق الاستفادة القصوى بمياه النيل، مشيراً إلى أنه تقدم بأفكار كثيرة للمسئولين، لكنها تحتاج تمويلاً، وكان ذلك دافعاً له لاستكمال تعليمه والحصول على «الإعدادية»، حتى يستطيع الترشح لانتخابات مجلس النواب، ويتمكن من تحقيق طموحاته بتنفيذ تلك المشروعات. محمد عبدالغنى شادى، أحد شباب مركز «بنى عبيد»، طالب بتكريم «الحاج محمد بدران» باعتباره «نموذجاً مشرفاً تحدى الصعوبات من أجل العلم»، مؤكداً أنه «محبوب» من أهل قريته، ويطلق عليه أهالى القرية لقب «الفلاح الفصيح»، كما أنه يحفظ القرآن الكريم كاملاً. وقال على عبدالرؤوف، وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية، إن تمسك الحاج محمد بالتعليم والمذاكرة من الكتاب المدرسى، وعدم اعتماده على الدروس الخصوصية نموذج يجب أن يحتذى به أبناؤنا الطلاب، ويزرع بداخلهم حب العلم، فرغم سنه، جلس إلى جوار الطلاب فى لجنة الامتحان، وهم فى عمر أحفاده، مصراً على تحقيق هدفه.