اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن "هناك بيئة دولية وإقليمية لا تساعد على التئام الأوضاع في المنطقة العربية.. بل تدفع لتفاقمها وتخلق ظروفاً تُفضي إلى المزيد من تشرذمها وتفككها.. فهناك –أولاً- حالة من انعدام اليقين في قمة النظام الغربي.. ثمة صعودٌ في الاتجاهات الشعبوية لا تخطئه عين، ويتعين علينا أن نُراقب بدقة تبعاته على منطقتنا، وعلى العلاقات العربية- الغربية بصفة عامة.. وهناك-ثانياً- عودة لما يُشبه التنافس على المنطقة بين أقطاب النظام الدولي.. وليس من الواضح بعد إلى أين سيقود هذا التنافس، ولكن المؤكد أننا نلمسُ بوادر غير طيبة لاقتسام النفوذ كما عكسها –مثلاً- الاتفاق الذي وُقع مؤخراً في الاستانة بشأن مناطق خفض التصعيد في سوريا". وقال خلال مؤتمر في لبنان اليوم: "يُضاف إلى ذلك حالة التنمر والتربص من جانب قوى إقليمية ترى في حالة السيولة فُرصة يتعين اقتناصها، وغنيمة ينبغي الفوز بها.. ولا ننسى أن استمرار القضية الفلسطينية من دون حل يفرض على الدول المُحيطة بإسرائيل، ومنها لبنان، أعباء أمنية مُضاعفة". وأشار إلى أنه "لا شك أن هذه المؤثرات الخارجية، سواء من النظام الدولي أو من الإقليم المُحيط، تُلقي بظلالها على الصراعات الدائرة في المنطقة العربية.. فها هي حروبُ الوكالة، التي كانت قد توارت مع أفول زمن الحرب الباردة، تعود لتُطل برأسها من جديد.. وهي حروبٌ عالية التكلفة، هائلة الضحايا.. وعادة ما تمتد لفترة زمنية طويلة.. لأنها تُدار بواسطة أطراف خارجية لا تُعاني مجتمعاتها ويلاتها.. وغالباً ما يكون لدى هذه الأطراف الاستعداد للاستمرار في ضخ السلاح والدعم المادي إلى أن تتحقق أهدافها، أو أن تحرم خصومها من تحقيق أهدافهم... وسواء تصارع الكبارُ أم تصالحوا فإن المنطقة تصير في زمن التنافس الدولي أكثر انكشافاً وتعرضاً لمخاطر الانقسام".