سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«تميم» لم يستبعد والده.. و«بن جاسم» سيظل موجوداً وراء الكواليس مصادر خليجية: نقل السلطة بهذا الشكل سابقة لن تمر ببساطة فى المنطقة بسبب تمسك الخليج بالتقاليد المحافظة لنقل السلطة
توقع عدد من المحللين ووكالات الأنباء العالمية، أن يتزامن تسليم الشيخ تميم بن حمد زمام الأمور فى هذا البلد الذى فرض نفسه على الخارطة العالمية وبات أغنى بلد من حيث دخل الفرد، مع انتهاء دور رئيس الوزراء النافذ الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى، حيث إنه كان شخصاً محورياً فى السياسة القطرية لسنوات طويلة، وبحسب مصادر سياسية ودبلوماسية ومسئولين قطريين، فإن الشيخ تميم سيشكل حكومة جديدة لا يرأسها الشيخ حمد بن جاسم. وترى وكالة أنباء «فرانس برس» أن بن خليفة هو صانع نهضة قطر الذى حوّلها إلى لاعب أساسى فى المنطقة، وأن تسليم السلطة سيجدد صورة قطر أمام العالم، لكنه لن يؤثر على تموضعها السياسى ودورها الدبلوماسى فى العالم. وقال نيل بارتريك، المحلل السياسى المتخصص فى شئون الخليج، ل «فرانس برس»، إن الشيخ تميم يمسك منذ مدة ب«ملفات سياسية خارجية حساسة»، وإن والده «جس النبض الداخلى والدولى إزاء إمكانية وصول ابنه إلى منصب الأمير أو على الأقل ليتولى منصب رئيس الوزراء النافذ». من جهته، قال مصدر دبلوماسى غربى، طلب عدم الكشف عن هويته، إن «الشيخ تميم تسلم تدريجياً الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية». وبحسب المصدر الدبلوماسى، فإن «تميم يتمتع بعلاقات ممتازة مع الغرب، خصوصاً مع واشنطن وباريس». وأكد المصدر أنه «ليس من المتوقع أن يشكل صعود تميم إلى السلطة أى تغيير فى سياسة قطر أو تموضعها الإقليمى»، وهو نفسه ما يراه المحلل الأمريكى بارتريك، مؤكداً أن «تميم لن يتخذ القرارات الكبيرة إلا بعد العودة إلى والده». من جانبه، قال مصدر خليجى مقرب من دوائر الحكم فى قطر، إن «تسليم تميم السلطة خطوة جريئة جداً، ما قد يتسبب فى بعض المخاوف لدى دول الخليج المتمسكة بقوة بتقاليد وعادات انتقال السلطة المحافظة، إلا أنها مخاوف فى الشكل وليس فى المضمون». وبحسب المصدر نفسه، فإن رئيس الوزراء بن جاسم يؤكد منذ فترة للمقربين منه أنه سيغادر منصبه، إلا أن وكالة أنباء «رويترز» تشير إلى أنه من الصعب جداً تخيل انتهاء دور الرجل البالغ التأثير والنفوذ، والذى كان أساس الاستثمارات القطرية فى الخارج، وبالتالى: «سيظل له دور فى الكواليس». وقال المحلل السياسى القطرى محمد المسفر، إنه لا يتوقع تغييرات كبيرة فى السياسة الخارجية أو الخطط الداخلية لقطر بعد نقل السلطة. وأضاف أن الشيخ تميم يشارك بالفعل فى إدارة البلاد بتوجيهات من والده. وقال المسفر: هذه سابقة لن تمر ببساطة فى المنطقة. وأشار دبلوماسيون عرب وغربيون إلى أنهم «يتفهمون الدافع فى الدولة المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، وهو انتقال سلس للجيل الشاب، ولكنه غير معتاد فى منطقة الخليج». ويشير المحلل اللبنانى عبدالوهاب بدرخان، إلى أنه ليس من المتوقع حالياً أى تغيير فى السياسة القطرية، حيث إن قطر بلد مستقر يتمتع بعلاقات جيدة مع جيرانه، وبالتالى لن يظهر تأثير تميم إلا بعد فترة طويلة. وقال المحلل الفرنسى أوليفييه دالاج، صاحب كتاب «قطر.. سادة اللعبة الجدد»، إن الأمير الجديد سيؤمّن الاستمرارية للسياسة القطرية، مشيراً إلى أن الأمير الجديد سيخطو خطواته الأولى تحت أنظار والده، وستظهر شخصية تميم فى الحكم بمرور الوقت. وأشار سلمان شيخ، مدير مركز «بروكينجز الدوحة»، إلى أن «أسس السياسة الخارجية لقطر لن تتغير فى الوقت الراهن، لا سيما فى الملف السورى وموضوع العلاقة مع مصر وتونس»، مشيراً إلى أن نقل السلطة ستكون له تداعيات فى منطقة الخليج. وأكد مصدر دبلوماسى غربى: «حمد لم يكن مرتاحاً أبداً لفكرة انقلابه على والده، وربما أراد التاريخ أن يذكره بأنه الحاكم الذى سلّم الحكم طوعاً وليس الذى انقلب على والده».