استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، بمقر مشيخة الأزهر، مؤكدا على الروابط القوية التي تربط الأزهر بالكنيسة الأنجليكانية، قائلا "إن هذه الكنيسة تقدر معنى الحوار وقيمة التعايش مع الآخر". وأضاف شيخ الأزهر، "أن الاختلاف هو القانون الذي قام عليه الكون في كل المجالات، وهو إرادة الله ولا رادَّ لمشيئته، ونحن نعلم من القرآن الكريم أن الله كان قادرًا على أن يخلق الخلق على لون واحد ودين واحد، ولكنه أراد الاختلاف بين الناس، وكل المحاولات التي تتم في بعض الدوائر الدينية في الغرب من أجل أن يكون الناس على دين واحد، وكذلك المحاولات الثقافية الغربية التي تريد أن تحشد الناس في نمط واحد من الثقافة فيما أطلق عليه (العولمة)، هذا كلّه ضد إرادة الله في هذا الكون". وأشاد الطيب، بما يقوم به بيت العائلة المصرية من جمع للأئمة والقساوسة في تجربة جديدة أدت إلى تآلف بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي، قائلا "إنه نموذج ينبغي أن يحتذى في باقي دول العالم في نيجيريا والصين وغيرهما". ومن جانبه، صرح أسقف كانتربري "أن حديث فضيلة الإمام الأكبر يمس الواقع مسًّا مباشرًا، ونحن في كنيستنا نؤمن بحتمية الاختلاف الذي ينبغي أن تسوده المحبة المتبادلة، إننا يجب أن نفكر في الأمور التي تعمّق الحوار". وعن الوضع الداخلي في مصر، قال رئيس الأساقفة "إننا ندعو الله لمصر أن يحفظها لتؤدي دورها المعهود عبر التاريخ". وعن نفس الموضوع أضاف شيخ الأزهر، "إنني متفائل بمستقبل مصر، وأعتقد أننا جميعا موالاة ومعارضة ينبغي أن نجلس إلى مائدة الحوار، فلا بديل للحوار إلا الدمار، وأعتقد أن الحل ميسور إن شاء الله تعالى إذا ما خلصت النيات وجعلت مصلحة مصر نصب أعين الجميع، والأزهر لا يمل من التذكير بوجوب تفعيل مبادرة نبذ العنف، فالمماطلة في تطبيقها على الواقع مضيعة للوقت".