سادت فرحة عارمة بمحافظة الأقصر عقب إعلان المهندس عادل الخياط محافظ الأقصر استقالته فى مؤتمر صحفى، بعد الاحتجاجات الواسعة التى شهدتها المحافظة اعتراضاً على تعيينه، واستقبل المعتصمون منذ 7 أيام أمام مكتب المحافظ خبر الاستقالة بهتافات مدوية ضد الرئيس مرسى ومرشد الإخوان، وقرروا فتح الطريق المؤدى لمبنى المحافظة بعد إغلاقه منذ الثلاثاء الماضى، والسماح للموظفين بممارسة أعمالهم، وطالبوا بانتخاب محافظ الأقصر الجديد. وقال حمادة فؤاد، القيادى الناصرى، إن استقالة الخياط انتصار تاريخى يُحسب لأبناء الأقصر الذين كانوا على قلب رجل واحد فى مواجهة نظام سيئ وضع رجلاً غير مناسب فى محافظة تلزم على قائدها أن يتمتع بإمكانيات كبيرة تؤهله للعمل، وهو ما لم يتوافر فى الخياط. ومن جهته، قال ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة بالصعيد، إن استقالة المهندس عادل الخياط محافظ الأقصر من منصبه رسالة للمسئولين بضرورة ترك المسئولية حال وجود رفض شعبى، وأضاف أن أنباء الاستقالة التى ترددت منذ الأمس لاقت ردود فعل جيدة لدى وكلاء السياحة الأجانب، موجهاً الشكر إلى حزب البناء والتنمية الذى فضّل مصلحة الوطن على المناصب الزائلة، وأشار إلى ضرورة أن تراعى القيادة السياسية طبيعة مدينة الأقصر وامتهان أهلها السياحة عند تعيين المحافظ الجديد، وأن يكون المحافظ الجديد مهتماً بصناعة السياحة ولديه أفكار جيدة لتطويرها، مطالباً بعودة الدكتور عزت سعد، المحافظ السابق، أو الدكتور سمير فرج، المحافظ الأسبق، لما بذلاه من مجهود كبير لإنعاش السياحة. ومن جانبه أشار عادل عبدالرازق، عضو اتحاد الغرف السياحية، إلى أن حزب البناء والتنمية قام بدوره لحل الأزمة والآن الكرة فى ملعب الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء لقبول الاستقالة وتعيين محافظ جديد يتمتع بعلاقات جيدة مع كافة دول العالم ويجيد التحدث بأكثر من لغة، لافتاً إلى أن نهاية تلك المشكلة تعنى عودة هشام زعزوع وزير السياحة إلى ممارسة عمله بشكل طبيعى، موضحاً أنها المرة الأولى منذ قيام الثورة التى تستجيب فيها القيادة السياسية لمطالب العاملين بالسياحة، مؤكداً أن الأقصر مدينة عالمية يجب أن يكون محافظها ذا قيمة وقامة عالمياً ومحلياً. وأكد الخبير السياحى صلاح هاشم أن النظام كان يريد معاقبة أبناء الأقصر لوقوفهم ضد مرسى فى انتخابات الرئاسة ولكنه فشل فى ذلك بعد صمودهم لسبعة أيام متتالية وضربهم لأروع الأمثلة فى سلمية التظاهر والوحدة الوطنية والتماسك. من جانبه أشاد الشيخ علاء مفتاح، القيادى بتنظيم الإخوان، بقرار استقالة الخياط قائلاً: «الجماعة الإسلامية أثبتت أنها جماعة وطنية لا تبحث عن مناصب»، وأضاف أن الجماعة تعاملت مع الأزمة بحكمة كبيرة ورفضت أى مواجهة مع أى طرف تكون فى غير المصلحة العامة للبلاد، مطالباً المحتجين بأن يثبتوا وطنيتهم أيضاً بالالتزام بالسلمية وعدم تعطيل مصالح المواطنين. وطالب الخبير السياحى الدكتور عبدالحميد يحيى الرئيس محمد مرسى باختيار شخصية سياحية تتمتع برؤية وفكر لمنصب محافظ الأقصر، وطرح يحيى أسماء عدد من خبراء السياحة لتولى منصب المحافظ، منهم الدكتور على عمر، نائب رئيس جامعة حلوان وعميد كلية السياحة السابق، والدكتور حازم عطية، نائب رئيس جامعة حلوان وعميد كلية السياحة الأسبق ومستشار مصر الثقافى والسياحى السابق فى النمسا. فى الوقت ذاته علمت «الوطن» أن الدكتور محمد على بشر، وزير التنمية المحلية، عرض على مؤسسة الرئاسة أن يتولى أحد مرشحى المؤسسة العسكرية منصب محافظ الأقصر لضمان عدم انتمائه لأى تيار سياسى منعاً لأى احتجاجات جديدة.