افتتح المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الغاز من حقول غازات غرب الدلتا، قائلاً: "العام الحالي سيشهد انطلاقة قوية، لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي من الاكتشافات والحقول الجديدة الجاري تنميتها ووضعها على الإنتاج، خاصة بمناطق البحر المتوسط ودلتا النيل والصحراء الغربية"، موضحاً أن استراتيجية الوزارة تستهدف زيادة معدلات إنتاج مصر من الغاز الطبيعي تدريجياً في إطار خطة الدولة، لتأمين وتوفير إمدادات الطاقة وتلبية احتياجات كافة قطاعات الدولة الاقتصادية. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الغاز من حقول غازات غرب الدلتا "شمال الإسكندرية - غرب المتوسط العميق"، وذلك عن طريق الفيديو كونفرانس. وأوضح الوزير أن المشروع يشمل اتفاقيتي منطقة شمال الإسكندرية ومنطقة غرب البحر المتوسط بالمياة العميقة، وأنه نظراً لتقارب المسافة بينهما وتداخلها تم وضع خطة واحدة لتنميتهما معاً وسمي بمشروع غرب دلتا النيل لإنتاج الغاز بما يحقق عائدا اقتصاديا أفضل من تنمية كل منطقة منفردة، خاصة وأن شريك هيئة البترول في الاتفاقيتين هو تحالف شركتي بي بي البريطانية و"ديا أيه جي" الألمانية، وتبلغ استثمارات المشروع 9 مليارات دولار. واستعرض الوزير أهم التحديات، التي واجهت المشروع، والتي أدت إلى توقف تنفيذه وتأخر موعد بدء الإنتاج، وما ترتب عليه من فقد حوالي 25% من إنتاج مصر من الغاز في ذلك الوقت، ما أدى إلى وجود عجز كبير في إمدادات الغاز وتفاقم مشكلة عدم استقرار الكهرباء والانقطاعات المتكررة لها. وأشار الوزير إلى أنه نتيجة استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، التي شهدتها البلاد عقب ثورة 30 يونيو 2013 بدأت استعادة ثقة الشركاء الأجانب وتهيئة المناخ الجاذب، لاستمرار عملهم في مصر وضخ استثمارات جديدة، وبالفعل بدأت مفاوضات مكثفة نهاية عام 2013 مع شركة بي بي، لإيجاد حلول بديلة لإنتاج الغاز في أسرع وقت ممكن من المشروع، وبالفعل تم تعديل خطة التنمية ليتم استخدام التسهيلات المتاحة بشركتي "البرلس - رشيد" بالإضافة إلى إنشاء تسهيلات معالجة جديدة للغاز، لزيادة معدلات الإنتاج القصوى من الحقل لتصل إلى 1250 مليون قدم مكعب يومياً بدلاً من 900 مليون قدم مكعب، كما كان مخططاً في خطة التنمية السابقة، كما تم تحديد موعد بدء إنتاج المرحلة الأولى من المشروع في الربع الأخير من عام 2017، وتحديد موعد بدء إنتاج المرحلة الثانية خلال عام 2019، وتم توقيع المذكرة التنفيذية لبدء تنفيذ مشروع غازات غرب دلتا النيل خلال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في مارس عام 2015. وأشار الملا إلى أنه تم الإسراع في تنفيذ خطة تنمية المشروع والبالغ احتياطياته المؤكدة حوالي 5 تريليون قدم مكعب غاز وحوالي 55 مليون برميل متكثفات، وأضاف أنه تم وضع المرحلة الأولى من المشروع "حقلي تورس وليبرا"، على الإنتاج باستخدام التسهيلات البرية لشركة البرلس وذلك قبل الموعد المحدد ب 8 أشهر بمعدلات إنتاج 700 مليون قدم مكعب يومياً، كما تم التعجيل بتنفيذ خطة تنمية المرحلة الثانية من المشروع، والتي تشمل حقول جيزة وفيوم باستخدام تسهيلات المعالجة البرية بشركة رشيد وتنمية حقل ريفين من خلال إنشاء تسهيلات برية جديدة وذلك لوضعها على الإنتاج بداية عام 2019. وأضاف الوزير، أن الوفر المتحقق بعد وضع المرحلة الأولى على الإنتاج يقدر بحوالى مليار دولار سنوياً، وحوالي 1.8 مليار دولار سنوياً بعد الانتهاء من تنمية المرحلة الثانية من المشروع ووضعها على الإنتاج وذلك عند احتساب متوسط أسعار برنت عند 50 دولارا للبرميل. وأوضح الوزير أنه تم تعظيم الدور المحلي ومشاركة شركتي إنبي وبتروجت بإيجابية في سرعة تنفيذ المشروع، كما استعرض الوزير دور المشروع في خدمة المجتمعات المحيطة والتى تشمل التعليم والصحة وتمويل المشروعات الصغيرة والمحافظة على البيئة والبنية التحتية، وأن المشروع رصد 100 مليون جنيه على مدار 5 سنوات، وتم تنفيذ عدة مشروعات تنموية خلال عامي 2015 و2016 بتكلفة 40 مليون جنيه، وجار الإعداد لعدة مشروعات تنموية خلال عام 2017 وحتى عام 2019 بتكلفة 60 مليون جنيه.