سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنوب السودان تدخل معركة حرب «السدود» وزير الرى فى جنوب السودان: لدينا خطط لإنشاء سد جديد على «النيل الأبيض»خبير دولى فى المياه: «الجنوب» أصبحت دولة جديدة ولا تعترف باتفاقية 1959 الموقعة بين مصر والسودان
فى تصعيد جديد لأزمة المياه فى محيط دول حوض النيل لما أصبح يشبه حرب السدود، دخلت دولة جنوب السودان على خط الأزمة التى فجرتها إثيوبيا بسد النهضة، قال بول مايوم، وزير الرى فى دولة جنوب السودان «إن بلاده لديها خطط لإنشاء سد جديد على النيل الأبيض، وتحديدا على شلالات فولا بمدينة نمولى»، مشددا على أن «هذا حق مشروع لبلاده، وليس لمصر مبررات لرفض المشروع». وناشد «مايوم»، فى تصريحات نقلتها وكالة الإذاعة والتليفزيون الإثيوبية أمس، عقب الاجتماع الحادى والعشرين لمجلس وزراء دول حوض النيل فى جوبا، مصر والسودان إعادة النظر فى موقفهما من اتفاقية «عنتيبى» الخاصة بتقاسم مياه النيل التى ترفضها الدولتان، معتبرا أن «من حق إثيوبيا بناء سد النهضة ما دام لن يؤثر على كمية المياه الواردة لدولتى المصب». من جانبه، قال الدكتور صفوت فانوس، المحلل السياسى السودانى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، فى اتصال هاتفى ل«الوطن»: «إن تصريحات وزير الرى فى جنوب السودان تأتى فى إطار سعى دولة الجنوب إلى استغلال التوترات الحادثة بين دول منابع النيل ودولتى المصب من أجل تحقيق مصالحها الأمنية والسياسية». وأوضح «فانوس» أن «تصريحات جنوب السودان عن بناء السد ليس فيها جديد، فمن قبل قالوا إن لديهم خططا لكن واجهتهم إشكالية التمويل؛ فدولة الجنوب لا تمثل بيئة خصبة لجذب المستثمرين وهى دولة هشة وكانت مسرحا للمعارك، إضافة إلى أنها بحاجة إلى اتفاق مع مصر والسودان حول كمية المياه اللازمة لإنشاء مثل هذا السد». وحول ما إذا كانت السودان على استعداد للتعاون مع مصر فى حال حدوث «مشاكل» بشأن هذا السد الجديد، قال «فانوس»: «إن هذا يتوقف على طبيعة العلاقة بين دولتى السودان وعلى تطوراتها؛ فإذا كان هناك تحسن فى العلاقات فإن السودان ستفضل الوقوف مع دولة الجنوب وليس مع مصر؛ لأن مصالح السودان مع جوبا أقوى من مصالحها مع القاهرة، أو على أقل تقدير ستقف على الحياد ولن تدخل فى صدام مع دولة الجنوب». من جهته، قال الدكتور مغاورى شحاتة، الخبير الدولى فى المياه: «إن جنوب السودان أصبحت دولة جديدة ولا تعترف باتفاقية 1959 الموقعة بين مصر والسودان، وعلى مصر أن تلجأ إلى الأممالمتحدة لإيجاد صيغة اتفاقية دولية مع دول حوض النيل تحفظ حقوقها المائية»، واصفا ما يحدث الآن فى مصر من أحاديث رسمية وحزبية عن «سد النهضة» ب«التهريج وتضييع الوقت، خاصة أن الإثيوبيين أكدوا انهم ماضون فى بناء السد ولن يعيقهم أحد فى تنفيذ هدفهم». وحذر الدكتور ضياء القوصى، مستشار وزير الرى الأسبق، من أن «السدود على حوض النيل لن يتوقف بناؤها، لأسباب عديدة منها ما حدث فى عهد الدكتور محمود أبوزيد، الوزير الأسبق، الذى بُنى فى فترة توليه الوزارة سد (تاكيزى) فى إثيوبيا وحضر بنفسه احتفال تدشينه، دون أن تعلم مصر شيئا قبل البناء، وهو الأمر الذى بدأت بعده السدود فى الظهور تباعا فى حوض النيل».