بروفايل| منى السيد.. «فتاة العربة» ب«100 رجل»

جسد نحيل ذو ملامح يظهر عليها التعب والشقاء، يد خشنة «يحبها الله ورسوله»، ظهر منحنٍ للأمام من كثرة حمل وشد الأوزان الثقيلة، اعتادت صاحبة هذه الأوصاف جر عربة محملة بالبضائع نظير جنيهات قليلة بأحد شوارع الإسكندرية التجارية، خلال رحلتها اليومية الشاقة لم تحلم «منى السيد» أبداً أن يسلط عليها الأضواء أو الكاميرات، أو يتاح لها فرصة مقابلة رئيس الجمهورية وجهاً لوجه فى القصر الرئاسى بالقاهرة، لكن صورة واحدة التقطت لها من كاميرا موبايل متواضع غيّرت مجرى حياتها من الظل إلى الشهرة، ومن الفقر إلى الستر، ومن التعب والشقاء إلى الراحة والسكينة. الانتشار الواسع لصورة «منى» وهى تجر عربة الكارو على مواقع التواصل الاجتماعى، ساهم فى توصيل رسالة مفادها أن هناك فتيات وسيدات يعملن بكل قوة من أجل الإنفاق والاعتماد على أنفسهن، وأن مصر مليئة بسيدات كثيرات، الواحدة منهن تساوى مائة رجل، ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تكريم «منى» باعتبارها نموذجاً مشرفاً للمرأة المصرية المعيلة التى تعمل من أجل أسرتها.
احتفاء الرئيس بفتاة العربة بقصر الاتحادية حوّل الفتاة الأربعينية من مجرد فتاة عادية فى شارع مزدحم بالعمال والبائعين بمنطقة بحرى، إلى فتاة شهيرة جداً بمحافظة الإسكندرية والمحافظات الأخرى، وبعد مقابلة الرئيس انتقلت «منى السيد» التى كانت تعيش فى منزل شقيقها المتزوج، إلى شقة جديدة أمر الرئيس بتقديمها ل«منى» مع تجهيزها بكامل الأثاث، بالإضافة إلى تكفل الدولة بتحمل تكلفة تأثيث شقة نجل شقيقها حتى يمكنه الزواج. «فتاة العربة» التى تبدأ عملها اليومى من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء، تحظى بحب واحترام أهالى منطقة بحرى، «ربنا يقويكى ويرزقك يا منى» هذه أحلى دعوة تحب «منى» سماعها، أثناء قيامها بعملها اليومى، اذ تفضل العمل عن الجلوس فى البيت. الفتاة الأربعينية التى تعمل منذ أكثر من 20 عاماً فى جر العربات تحث شباب مصر على العمل، «بلاش تقعدوا على القهوة ودوّروا على لقمة عيشكم وكلوها بالحلال». وبعد عدة شهور من مقابلة الرئيس تحقق لها حلمها وسكنت فى شقة جديدة مجهزة بأثاث جيد، وتعلمت قيادة السيارات قبل أن يسلمها صندوق «تحيا مصر» سيارة ربع نقل جديدة، بدلاً من جر عربة البضائع، وقالت عن هذه الهدية «السيارة سترحمنى من تمزق جسدى بسبب شد ودفع العربة الخشبية المحملة بالبضائع». وترقّب أهالى «منى» وجيرانها تنفيذ الرئيس وعوده التى حاول البعض التشكيك فى تنفيذها، لكن تم تسليمها وحدة سكنية خصّصتها لها الدولة بمنطقة المندرة، بالإضافة إلى مبلغ 100 ألف جنيه، ورحلة عُمرة لها ولأسرتها، تبرّع بها أحد رجال الأعمال: «سعيدة جداً بوفاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بوعده لى، وأنا باقول لك شكراً يا ريس، أنت أب لكل المصريين، وربنا معاك».