تحضرنى دائماً هذه القصة التى لا تنتهى، والتى يمكن أن تنسب حقوق ملكيتها الفكرية للراحل العظيم فؤاد المهندس. تقول القصة: كان فيه مرة كلب.. سرق حتة لحمة.. أصحاب البيت شافوه.. مسكوه.. ضربوه.. موّتوه.. دفنوه.. كتبوا ع القبر بتاعه: كان فيه مرة كلب.. سرق حتة لحمة، أصحاب البيت شافوه.. مسكوه.. ضربوه.. موّتوه.. دفنوه. كتبوا ع القبر بتاعه: كان فيه مرة كلب.. سرق حتة لحمة... إلخ إلخ إلى ما لا نهاية!! تقول القصة الجديدة: كان فيه مرة ريس.. ثاروا عليه.. خلعوه.. مسك المجلس العسكرى مؤقتاً لغاية الانتخابات.. جابوا ريس جديد.. طلع شبه القديم.. ثاروا عليه.. وهيخلعوه، وبيقول لك الجيش هينزل مؤقتاً لغاية الانتخابات، وسيأتون برئيس جديد، ولن يعجب أحدا، وسيخلعونه ليأتى الجيش ويمسك ويعملوا انتخابات ويجيبوا ريس يثوروا عليه ويخلعوه و... إلخ إلخ إلى ما لا نهاية!! وكما العرافة التى سألها الرجل: شوفيلى البخت يا حاجة، فقالت له: هتفضل فقرى بتاع 20 سنة، فسألها: وبعد ال20 سنة؟ ردت: خلاص.. هتاخد على كده. مصيبة مصر إن ربنا رزقها ناس مسلط عليهم دماغهم.. «مرسى» ربنا مسلط عليه دماغه وأهله وعشيرته، وجماعته كذلك، والمعارضة نفسها بالمناسبة اكتشفوا الآن أنهم يمكن أن يتحدوا. هؤلاء الذين لم يتحدوا لدعم مرشح واحد فى الانتخابات الرئاسية سيتحدون الآن لإسقاط رئيس منتخب أساء إلى منتخبيه، وأساء لمصر كلها بأدائه الفاشل العقيم، وحين سيأتى منهم أحد سيجتمع ضده الإخوان والإسلاميون (لاحظ نبرة هندخلكم السجون تانى التى عادت عند كثير من الثوار والفلول على حد سواء وكأن مثلهم الأعلى هو نظام ثاروا عليه)، وسيسقطونه، وسنلعب هذه اللعبة للأبد بسبب رئيس لا يدرك أنه وجماعته يسقطون بالبلاد إلى الهاوية، وبدلاً من أن يدير أزمة وطن نراه متخبطاً حتى لا يخطئ أحد فى رؤية مصيره حين سيقول: بس أنا كمرسى انبسطت!! عموماً أصبح 30 يونيو فرصة أخيرة للمعارضة التى لن تستطيع أن تحشد نفس الحشد ثانية، ويجب أن يشكروا «تمرد» على ذلك، وفرصة أخيرة للقوى الظلامية التى وجدت نفسها تجلس فى قصر الرئاسة، وتشارك فى الحكم من أمثال الجماعة الإسلامية والجهاد وعدد من السلفيين الذين لا يزالون على تأييدهم الأعمى للرئيس المسلم الذى يصلى وينوى -فى يوم ما- تطبيق الشريعة، وأجواء الصراع تشتعل كل يوم، ويشارك فيها قرار غبى من الرئاسة على تصريح أحمق من مؤيديها، على تهديد ودعاء على النازلين يوم 30 من شيوخها، على شحن طائفى بغيض حتى لتظن أن المشهد الأخير هو خلع «مرسى» للقناع ليتضح أنه فى الأساس مؤسس حملة «تمرد». بدأنا ندخل فى الجد.. كل اللى فات «حمادة» واللى جاى «حمادة» تانى خالص.. هذه عينة مما يتردد على الألسنة لتعرف حتماً أن 30 يونيو سيكون موعداً حاسماً طالما أنه عمل «خرم» فى دماغ الناس للدرجة التى تجعلهم يقولون: * الفلول أجّروا الشقق المحيطة بالاتحادية ونقلوا إليها أسلحة لاستخدامها يوم 30!! * الإخوان أجّروا الشقق المحيطة بالاتحادية ليحتلوا الأسطح يوم 30!! * ناس من «حماس» أجّرت شققا كثيرة فى ميدان التحرير تحسباً لاشتعال الأوضاع!! * هما 3 أيام بس لو الناس حشدت فى الشارع وضغطت وباتت واعتصمت الجيش هينزل ويمشى «مرسى». * الشرطة معانا على فكرة المرة دى. * لو المعارضة قعدت مع «مرسى» قبل يوم 30 هيعملها اللى هى عايزاه على فكرة. * شفيق راجع يوم 30. * بتوع الجماعات الإسلامية الإرهابيين القدماء هيحلقوا دقونهم ويندسوا وسط الصفوف ويضربوا خرطوش من تحت لتحت. * فيه حبة اغتيالات هتحصل الفترة الجاية عشان «مرسى» يعلن الطوارئ. * الموضوع ده عشان يخلص لازم يخلص بدم. وبعيداً عن كل ذلك، نعود ونقول بوضوح: كلما تأخر «مرسى» فى العودة إلى الله وحل الأزمة وإدارتها بحق زادت فرص رؤيته بجوار «مبارك»، وإلى الآن هو قادر على الحل، وإلا سيجلس فى خطابه القادم -بعد فوات الأوان- ليحكى لنا القصة الشهيرة: كان فيه مرة «قرد».. آسف.. كلب.