أصاب قارئي العزيز الحقيقة ، حين اتصل بي حزينا بدرجة لم أعهده عليها وقال لي : كان علينا بإيه الثورة اللي قامت والناس اللي ماتت والبيوت اللي خربت والجدعان اللي اتعموا .. عشان في الأخر يجي عمر سليمان ويرشح نفسه رئيسا للجمهورية؟هو خلاص " الفُجر" وصل للدرجة دي .. محدش معتني خالص بالثوار والثورة اللي عملوها .. إيه .. كانوا بيتسلوا مثلا .. مخنوقين حبتين فلمّوا نفسهم ونزلوا التحرير وكبرت في دماغهم : مش حنمشي .. هو يمشي .. وحصل المستحيل وغار مبارك في ميت الف مصيبة تاخده وتاخد كل اللي كان معاه .. بيسمع كلامه ويقول أمين .. معقولة يحصل المستحيل تاني ، ولكن بشكل مختلف هذه المرة ، ونلاقي عمر سليمان بيحكمنا .. وترجع ريما لعادتها الوسخة القديمة ، ويمكن ساعتها نتحسر بجد على أيام مبارك لمّا نشوف الألعن منه. قارئي العزيز والحزين يعيش هنا في الكويت وكان نفسه يُنهي عقده وينزل لمعشوقته .. مصر بلده .. يرجع تاني يمشي على النيل وياكل ذرة مشوي ويشرب حمص الشام ويبص لبرج القاهرة ويطلع فوقه ويشوف مصر حلوة أوي من فوق زي ماهى حلوة أوي من تحت .. كان عنده أمل ، لكن مجرد ترشح عمر سليمان أفقده هذا الأمل .. ونهى معي الصديق مكالمته التليفونية قائلا : أنا واثق ان سليمان لا يمكن ينجح ، لكن لو حصل تزوير ونجح بجد .. حتبقى مجزرة في مصر .. هو مش كفاية 1200 شهيد راحوا ؟ .. لازم يبقوا ميت ألف .. طب ليه .. الناس تموت ليه ؟ .. بسبب عمر سليمان ؟ .. طيب مادام رجل عسكري ووطني وبيحب مصر .. يبعد .. مادام عارف ان نجاحه مش حيمر بالساهل .. ولا هي خلاص .. الشعب 75 مليون .. فيها إيه لو مات منهم مليونين او تلاتة؟! .. يخرب بيت أبو الطمع وملعون أبو الغرور وربنا ينتقم من كل اللي يشوف الغلط ويمشي وراه.
قارئ أخر علّق على مقالي السابق " انت فين يا سيد يا رحيمي .. وكأنه قرأ مقالا لواحد غيري تماما وعلّق على مقالي أنا .. وراح فاتح ماسورة المجاري بتاعته وهاتك يا شتيمة .. وبسبب ايه ؟ قال انا بشتم مصر .. لا كنت ولا عشت يوم ما اشتم مصر .. فيه حد يشتم أمه حبيبته الغالية ؟ .. واضطرني هذا القارئ ان أراجع كلماتي في المقال .. إن ألاقي كلمة واحدة مش تمام قلتها في حق مصر .. مفيش .. أمال صاحبنا بيشتمني ليه ؟ .. يبقى زي ما قلت .. فتح الكمبيوتر ودخل على المواقع وهاتك يا قراية فحصلوا لخبطة في دماغه .. فراح شاتم احمد على مقال كتبه عبد السميع.. ربنا يشفي.
واحد ثالث زميل في العمل مش فاهم حاجة في أى حاجة .. فرحان أوي ان عمر سليمان رشح نفسه ، وتحدّاني انه حينجح .. وقال لي : محدش حيلم البلد إلا سليمان ويحكمها بالحديد والنار .. واللي مش عاجبه حياخد بالقديمة .. ده مخابرات يابا .. ومحدش حيأدب الأخوان إلا هو .. وحيحلق للسلفيين دقونهم غيره .. عليّا النعمة ، أنا ببص لصورته واتخض .. واحنا شعب ميمشيش غير بضرب الجزمة .. وسليمان جزمته تقيلة أوى ومش بتعور يابا .. دي ضربتها والقبر. فسالته : وانت تحب تنضرب بالجزمة ؟ .. فرد : ومين قالك إني حاعترض عليه؟ .. قلت : حتى لو اعترضت ومكنش عاجبك سي سليمان بتاعك ، تحب تنضرب بالجزمة؟ .. فرد بغباء : مش أحسن ما اتنفخ . سألته : وتتنفخ ليه من أصله ؟ .. فرد زميل مشترك : لأنه عايز يتنفخ .. حكم النفخ ده مزاج .. أخد ع النفخ من أيام مبارك وعايز واحد أقوى من مبارك ينفخه ... والغريب ان عاشق سليمان والنفخ ضحك ، ولم يعترض ، فعرفت انه فعلا بيموت في النفخ، واذا ملقاش حد ينفخه ، يدوّر على اى كلب في الشارع .. لامؤاخذة " .... "!
الرابع بقى فاكر نفسه مثقف وهو أجهل من " المنفوخ " اللي فوقه .. قال إيه : مبروك على مصر عمر سليمان .. الحمد لله .. لقينا في الأخر اللي حيضبط البلد 100 % .. فسألته : انت تعرف حاجة عن عمر سليمان ؟ .. فرد : أعرف انه راجل كويس وشديد وشخصيته قوية . سألته : قريت حاجة عنه في وثائق ويكيلكس ؟ .. عارف العلاقة الحميمة بينه وبين أمريكا وإسرائيل ؟ .. عارف انه التلميذ النجيب لحسني مبارك ، والاتنين كانوا حبايب بيريز والنتن ياهو وكل الشلة الوسخة دي؟ .. فرد : طب وفيها أيه .. مصلحة البلد عايزة كده .. ولا انت يعني عايزنا نحارب تاني والبلد حالها يقف؟ .. فقلت له : وال 30 سنة اللي راحت كان حالها ماشي ؟ .. رد : أيوه .. كنا عايشين زي الفل .. أمن وأمان .. لا فوضى ولا إخوان ولا سلفيين. سألته : وانت هنا في الكويت ليه؟ .. فرد : زي ما انت كمان هنا .. فقلت له : انا هنا لأني ملقتش كرامتي في بلدي ، والقذارة في كل حتة .. والجهلة هم أصحاب الحظوة .. والناس الكويسة بجد ، ملهاش مكان. قال : طيب الحمد لله .. عمر سليمان حيحكم البلد .. وممكن كلنا نسترد كرامتنا تاني . فقلت مندهشا : نسترد كرامتنا ومع عمر سليمان؟! .. انت " ابيض " للدرجة دي .. مش فاهم حاجة خالص .. بقى عمر سليمان هو اللي حيرد لنا كرامتنا؟
فرد محاولا إنهاء حديثه : المهم انا حانتخب عمر سليمان .. فقلت له : إشربه .. كُله .. إياك تشبع .. فسألني : طيب لو عمر سليمان وخيرت الشاطر تنتخب مين ؟ .. فقلت : بجد ومش تهريج .. سعد الصغير!!