"شكري" خلال "الحضارات القديمة": نحن شعوب الحضارات التى صنعت التاريخ

شارك وزير الخارجية سامح شكري اليوم في اليونان في تدشين "منتدى الحضارات القديمة" بحضور نيكوس كوتزياس وزير خارجية اليونان، ووانج يي وزير خارجية الصين، حيث أثنى وزير الخارجية على خطوة وزيري خارجية اليونان والصين على اختيار لتلك اللحظة الدقيقة التي يمر بها العالم بأزمة عميقة من الاضطراب الحضاري، لدعوة وزراء خارجية، جمع مُنتقي من الدول المنتمية لأقدم الحضارات التى تكن لها حركة التاريخ كل امتنان وعرفان، لإعلان إطلاق منتدى "الحضارات القديمة"، من أثينا، تلك المدينة ملهمة الفلاسفة والحكماء، صانعة الديمقراطية فكراً وتطبيقاً.
وأكد "شكري" ترحيبه بمشاركة بلاده فى هذا الإطار الثقافي الجديد الذى يستجيب لتحديات تلك اللحظة الحرجة من تاريخ الإنسانية، وتابع: "فمن يكون أشد منا – نحن شعوب الحضارات التى صنعت التاريخ – تأثراً ورفضاً لما تقترفه جحافل التطرف والإرهاب كنتيجة مباشرة للسقوط الحضاري المشين، من امتهان دنئ للقيم الحضارية والكرامة الإنسانية، ومن عدوان بربري علي حريات وحقوق الشعوب فى العيش المستقر الآمن، وذلك فى استخفاف فج بمبادئ الحق والعدل؟ ناهينا عما نشهده من انتهاكات مفجعة لقدسية التراث الحضارى المشترك للإنسانية بكل ما يحتضنه من إبداعات خالدة ومعان سامية وتراكم معارفي لا يُعوض. فإذا ما أطلت علينا الحضارات القديمة فما يكون قولها عن الصراعات المذهبية والطائفية الدامية والحروب والاحتلال الأجنبى التى تُجرف أعز مواطن الحضارة الإنسانية؟".
وقال "شكري" في كلمته أن العصر الحديث، بل وفى تعبير أدق "عصر ما بعد الحداثة"، فى ضوء الثورة المعلوماتية المذهلة التى يعيشها القرن الواحد وعشرون، يشهد صدامات سياسية واقتصادية وثقافية ودينية مُحزنة، بات فى حاجة ماسة إلى العودة لجذور الحضارات القديمة وأصالتها ليستقي منها حكمة التاريخ وعِبَرَ الزمان بحثاً عن ملامح مستقبل أكثر تحضراً وإنسانية.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يشهد مشاركة عشر دول تمثل الحضارات الإنسانية القديمة، هي الصين، ومصر، واليونان، والهند، والعراق، وإيران، وإيطاليا، والمكسيك، وبيرو، وبوليفيا باعتبارها ممثلة لأقدم الحضارات التاريخية، وذلك بهدف استحضار القواسم المشتركة للحضارات القديمة كالتعددية والتسامح والعيش المشترك لمواجهة تحديات العالم المعاصر.