بدأت الأنظار تتجه إلى الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى، لترقب ما سيتخذه من قرارات فيما يخص عدداً من الملفات المهمة التى يعتبر المراقبون أن الشعب انتخبه من أجلها، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية التى اجتاحت البلاد بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية، والمشروع النووى الإيرانى، وصلاحيات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية والحرس الثورى الإيرانى ومدى تأثيرهما على القرارات المتخذة. وفيما يتعلق بالحرس الثورى الإيرانى والمرشد آية الله خامنئى، أعرب الحرس الثورى فى بيان له، أمس، عن استعداده الكامل للتعاون مع إدارة الرئيس الجديد، مشيراً إلى أن الشعب الإيرانى هو الفائز الحقيقى فى الانتخابات. وأشارت مجلة «تايم» الأمريكية، إلى أن التحدى الرئيسى أمام روحانى، سيكون الصلاحيات التى يتمتع بها المرشد الأعلى فى إطار التحالف الضيق مع الحرس الثورى، مؤكدة أن الرئيس السابق أحمدى نجاد غادر السلطة منبوذاً، بسبب معاركه السياسية مع المرشد، حتى إن مرشحه للرئاسة إسفنديار مشائى تم استبعاده من الانتخابات على خلفية خلاف نجاد مع المرشد. وأشار موقع «ديبكا» الاستخباراتى الإسرائيلى، إلى أن الرئيس الإيرانى الجديد سيخوض معارك صعبة أمام الحرس الثورى الإيرانى والمرشد الأعلى، خاصة فيما يتعلق بالموقف من المشروع النووى، حيث إن روحانى عُرف بكونه مفاوضاً يستطيع الوصول إلى ما يرغب فيه بسهولة، وفى سبيل تحقيق مطالب شعبه بإنهاء الأزمة الاقتصادية، فإنه سيكون مجبراً على اتخاذ سلسلة قرارات لتقديم تنازلات معينة ومحدودة لوقف العقوبات الدولية جزئياً. وأكد «ديبكا» أن نتيجة الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة انتقام من الرئيس السابق نجاد للمرشد خامنئى، حيث إن وجود نجاد على رأس السلطة فى إيران جعله يدرك كل الأساليب الممكنة لتزوير الانتخابات، واستطاع بعدها منع تزوير الانتخابات لصالح أى من مرشحى المرشد. وتباينت ردود الفعل الرسمية فى إسرائيل على نتيجة الانتخابات الإيرانية، حيث أشار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلى أنه لا يجب أن ينخدع العالم وألا يميل إلى التمنى والأمل، حيث إنه يجب التذكر أن خامنئى هو من يحدد سياسات إيران النووية، إلا أن الأفعال وحدها هى صاحبة الكلمة الأخيرة فى الحكم على الرئيس الجديد. وقال شاؤول موفاز، عضو الكنيست الإسرائيلى، إن «روحانى» سيكون أكثر استعداداً للتحاور مع الغرب، لكنه لن يستطيع وقف البرنامج النووى الإيرانى، مشيراً إلى أن سياسات إسرائيل تجاه طهران يجب أن تكون «مسئولة وواضحة»، بحيث يدرك نتنياهو أن الخيار العسكرى سيطرح فى نهاية المطاف عقب المحادثات. وقالت وزيرة العدل تسيبى ليفنى، إن أفعال نتنياهو هى التى ستحدد ما إذا كان معتدلاً حقاً أم لا. وأضافت أن اختبار روحانى سيحدد من أفعاله، ففى حال رغبت الأمة الإيرانية أن تكون معتدلة، فإن المسئولية ستُلقى على الغرب، كما أن إيران تسىء فهم إسرائيل. وأشارت «تايم» إلى أن التحدى الاقتصادى الذى يواجه طهران بسبب تقليص مبيعات النفط وما ترتب عليه من ارتفاع حاد لأسعار السلع الاستهلاكية، يعد من أبرز التحديات التى تواجه الرئيس الجديد. وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن البورصة الإيرانية شهدت قفزة كبيرة بعد إعلان فوز روحانى، وهو ما يعقد عليه آمال وطموحات كبيرة. ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن انتخاب روحانى لن يمثل انفراجة فى سياستها النووية، على الرغم من أن مؤيديه يرون أن حكمه سيكون مشابهاً لفترة حكم خاتمى، التى قررت فيها طهران تجميد نشاط برنامجها النووى. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجى، أن تغيير الإدارات لن يؤثر على سياسات طهران تجاه الدفاع عن حقوقها النووية، مشيراً إلى أن طهران مستقلة عن كل القوى العالمية والكتل السياسية، وتعتمد على شعبها.