سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراسلكم من «استاد القاهرة»: من النهاردة مفيش سوريا «عبدالناصر» ذهب إلى «الاستاد» لإلقاء خطب احتفالية فى عيد العمال وفى ذكرى تأميم قناة السويس.. و«مرسى» أعلن من داخله قراراً دبلوماسياً مهماً
«لكل مقام مقال».. ومقام مثل «الصالة المغطاة باستاد القاهرة» لا يناسب المقال الجلل مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة أخرى، كما حدث أمس على يد الرئيس محمد مرسى خلال مؤتمر «الأمة المصرية لنصرة الثورة السورية». الدكتور عاصم الدسوقى، مؤرخ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة حلوان، يرى أن أياً من رؤساء مصر ولا حتى رؤساء العالم لم يلجأ لمناقشة قضية دبلوماسية خطيرة مثل قطع العلاقات مع سوريا، فى استاد لكرة القدم، حيث إن المكان الأنسب لتلك المسائل هو الغرف المغلقة، وقال: «بعض الرؤساء كانوا يفضلون الالتقاء مع الشعب فى الأماكن المتسعة مثل الاستاد أو الميادين، ولكن لإلقاء خطب ذات طابع احتفالى، وحرص على ذلك الأمر عبدالناصر تحديداً، للاحتفال بعيد الجلاء أو عيد العمال أو حتى الإعلان عن الانتهاء من صياغة الدستور». الأجواء الاحتفالية لم تغب عن خطب الرئيس جمال عبدالناصر، التى ألقاها فى استادات جماهيرية، مثل احتفاله فى 26 يوليو 1966 بذكرى تأميم قناة السويس، كما ألقى كلمة فى استاد القاهرة فى حفل تكريم الشباب ل«خروشوف»، رئيس الاتحاد السوفيتى سابقاً، كما ألقى خطابات من استاد لدول أخرى فى مناسبات معينة، مثل خطابه من استاد الخرطوم الرياضى بمناسبة يوم استقلال السودان وخطابه عن الاستعمار فى استاد كرة قدم فى ليبيا. وقال المؤرخ صلاح عيسى، إن عبدالناصر كان يحرص على أن يلتقى بشعبه فى الميادين العامة، مثل لقائه معهم فى «ميدان المنشية» بالإسكندرية، لإعلان تأميم قناة السويس، والاحتفال بعيد الوحدة فى «ميدان عابدين»، وقد سار على نفس الدرب إلى حد ما الرئيس أنور السادات، وهو ما لم يتحقق خلال حقبة الرئيس مبارك بسبب اغتيال السادات فى مكان عام. ويرى «عيسى» أنه إذا كان الهدف المعلن من خطاب الرئيس مرسى فى استاد القاهرة هو نصرة الشعب السورى، إلا أن المعنى الضمنى هو هدف احتفالى، فالخطاب كان يهدف إلى جمع مؤيدى الرئيس، ورموز الحركات الدينية، لإعلان تأييدها للرئيس مرسى، والاحتفال به بترديد الأناشيد الدينية، وذلك فى محاولة استباقية لموعد 30 يونيو المقبل، لإظهار أن قطاعاً كبيراً من الشعب مؤيد لخطى الرئيس.