قررت هيئة النظافة بالقاهرة توقيع غرامات قدرها 3 ملايين جنيه بعد فشل شركات النظافة الأجنبية فى أداء عملها وعودة تلال القمامة فى الظهور مرة أخرى فى شوارع أحياء القاهرة، وقال المهندس حافظ السعيد، رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، إن وحدة المراقبة وقعت مخالفات على شركات النظافة الأجنبية طبقاً للعقود المبرمة مع المحافظة لنقص العمالة والمعدات وعدم نظافة الشوارع والتقاعس فى الجمع السكنى، وبلغت قيمة المخالفات فى شهر واحد 3 ملايين جنيه بواقع 1.5 مليون على شركة «أما العرب» التى تتولى رفع مخلفات المناطق الشمالية والغربية ومليون جنيه على شركة «إكس سى» الإسبانية لتقاعسها فى رفع المخلفات فى المنطقة الشرقية و200 ألف جنيه على شركة «مصر سرفيس» العاملة فى منطقة المرج و200 ألف جنيه على شركة «أوروبا» المسئولة عن أحياء المعادى وطرة البلد وحلوان والمعصرة، وأضاف: «تم رفع 900 ألف متر مكعب من مخلفات الرتش فى 3 أيام بواقع 45 نقلة من منطقة المطرية من شارع ترعة الإسماعيلية، وجار رفع 600 ألف متر مكعب من مخلفات الرتش من شارع أحمد حلمى بواقع 300 نقلة لمدة يومين كان من المفترض أن ترفعها الشركات الأجنبية». وأكد اللواء محمود الميهى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، فشل شركات النظافة الأجنبية فى أداء عملها لقلة معداتها والنقص الشديد فى عمالها، مشيراً إلى أن المحافظة فى سبيلها لإنهاء التعاقد معها واستبدالها بشركات وطنية مع وضع بنود جديدة فى العقود تسمح بإحكام الرقابة وتوقيع شروط جزائية قاسية فى حال التقصير فى رفع مخلفات القمامة من الشوارع أو من الجمع السكنى. شارع الفيوم بدار السلام يعتبر أبلغ انعكاس لهذه الحالة، السائق أحمد عبداللطيف، ابن دار السلام، يقول: «شركة النظافة بتيجى تشيل الزبالة كل أسبوعين ولا عشرين يوم بالنسبة للأكوام الكبيرة، أما الأكوام الصغيرة بيشيلوها كل يوم»، ويستنكر السائق كمية القمامة التى تزاحم الشارع: «سدت الشارع وكمان ريحتها وحشة تجيب الأمراض»، وأكثر ما يضايقه عدم اهتمام الحى أو المحافظة. منطقة البساتين والمعصرة تواجه المصير نفسه «الناس هنا عايشة فى مقلب زبالة»، هكذا عبر أحمد جمال، الطالب الجامعى، عن الحى الذى يقطن فيه، معتبراً أن السبب الرئيسى فى هذه الأزمة يعود إلى انعدام الرقابة والتفتيش. حى عابدين الشهير بوسط المدينة مسئولية شركة «أما العرب» للنظافة، التى تحضر يوماً بعد يوم لرفع القمامة من الشارع، يرى حمادة راضى «28 سنة» أن الفساد كله فى المحليات «لو الحى شايف شغله ماكنش شوفنا الإهمال ده خالص»، يعتبر ابن الحى أن مهنة جمع القمامة كلها «فلوس» بالنسبة لأصحاب الشركات، أما العمال فنصيبهم قليل وهم مظلومون ومعرضون للمخاطر والأمراض، حسب قوله. محمد حسين محمد، العامل من منطقة «الغلاية»، يؤكد أن القمامة تملأ الشوارع والصناديق قائلاً: «كل 12 يوم بتيجى عربية الحى.. والمواطن هو اللى بيتخلص من زبالته بنفسه»، الرجل الثلاثينى يرى أن شركات النظافة لم تعد تأتى نهائياً بعد الثورة.