أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليبو غراندي، الأحد في عمان، أن الوكالة بحاجة ل 200 مليون دولار لمواصلة تمويل عملياتها للاجئين الفلسطينيين في سوريا، للنصف الثاني من العام الجاري. وقال غراندي في مؤتمر صحفي إن "الأونروا انضمت إلى نداء الأممالمتحدة الأخير سعيا لتأمين تمويل جديد لما تبقى من السنة، بمجموع يصل إلى 200 مليون دولار أمريكي". وأضاف أن "هذا أمر حاسم بالنسبة للفلسطينيين في سوريا، إذ أنني أؤمن بثبات أن علينا أن نواصل العمل هناك، بل وتقديم الدعم للاجئين بقدر أكبر وأكثر انتظاما، وخاصة تقديم المساعدات النقدية للمهجرين، مع استمرارنا بالطبع في مساعدة ممن ينزحون إلى خارج البلاد، وخاصة في لبنان". وأوضح غراندي الذي زار سوريا الشهر الماضي أن "سبعة مخيمات من أصل 12 مخيما (من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا) أصبحت مسرحا للحرب، ولم يعد بإمكان الأونروا الوصول إليها الآن". وأشار إلى أن "أكثر من نصف اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا في سوريا، ومجموعهم 530 ألفا قد أصبحوا مهجرين، فيما نزح 15 بالمائة من اللاجئين الى خارج سوريا، بما يشمل حوالى 60 ألف لاجئ توجهوا إلى لبنان". وقال: "لدي انطباع واضح أن الصراع قد أفرز الآن أزمة خاصة للاجئين الفلسطينيين، وأن الفلسطينيين في سوريا يمكن اعتبارهم مجتمعا مهددا بالخطر". وبحسب غراندي فإن "البعد الفلسطيني للحرب في سوريا يحمل سمات مقلقة أخرى"، مشيرا إلى أن "عددا قليلا جدا من اللاجئين الفلسطينيين تورطوا في القتال، فيما تنشد الغالبية العظمى من اللاجئينأن يتركوا بسلام فحسب في هذا الصراع الدامي، الذي يدمر البلد الذي استضافهم بسخاء لمدة 65 عاما". وكان غراندي صرح في 22 مايو الماضي أن النزاع السوري المستمر منذ أكثر من عامين تسبب بتهجير نحو ثلاثة أرباع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من مخيماتهم. وأضاف: هناك 530 ألف فلسطيني مسجلين في مكتب الوكالة في سوريا"، مشيرا إلى أن "70 إلى 80 بالمئة منهم مهجرون الآن بسبب النزاع في البلاد. وجدد المفوض العام مناشدته بلحكومة والمعارضة المسلحة احترام حيادية المخيمات، داعيا الفلسطينيين كذلك إلى عدم التورط بالنزاع السوري. وقال: "هم لاجئون في سوريا وعليهم أن يبقوا حياديين والبقاء خارج نطاق الصراع وألا ينخرطوا في الاقتتال".