انطلق المئات من المتظاهرين والنشطاء السياسيين بالإسكندرية، في مسيرات احتجاجية عقب صلاة الجمعة، من أمام مسجد القائد إبراهيم حتى المنطقة الشمالية العسكرية، تلبية لدعوات "نداء الميدان"، والتي تطالب بالحشد في مظاهرات 30 يونيو المقبل، وإسقاط الرئيس محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان المسلمين. وشارك في المسيرات أعضاء حركة شباب 6 أبريل الجبهة الديموقراطية، والاشتراكيون الثوريون، والحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير "لازم"، وتغيير، وحملة تمرد، وأحزاب المصريين الأحرار والدستور، والتيار الشعبي، وغيره، مستنكرين الأحداث التي تشهدها مصر حاليا من أزمات وانهيار كامل للدولة وأجهزتها وأركانها. ورفعوا لافتات قالوا فيها إنهم لا يخشوا التهديدات، وإن الثوار ماضون في تحرير مصر مما وصفوه بالاحتلال الغاشم من جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من أنباء وجود 50 ألفا من قوات حماس التي ستخترق الحدود المصرية لمواجهة المتظاهرين في 30 يونيو. وفي الوقت ذاته، نظمت حملة وطن بلا تعذيب وقفة احتجاجية أمام المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر، تضامنا مع أسرة الشهيد مختار عصام، المجند الذي وجد جثته ملقاه في إحدى المناطق الصحراوي في ظروف غامضة الأسبوع الماضي، للمطالبة بفتح التحقيق في القضية، وكشف الحقائق وتحقيق العدالة. وكان الشهيد مختار عصام تغيب عن خدمته لمدة 7 أيام، حتى تم العثور على جثته بمنطقة بمرسى مطروح. نظم أقارب وأصدقاء المجند مختار عصام مختار، 23 عاما، والذي عثر علي جثته مقتولا بعد غياب 5 أيام، وقفة احتجاجية أمام المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر، اعتراضا منهم علي تأخر تقرير الطب الشرعي الذي يوضح سبب الوفاه للمجند. ورفعت العائلة عدد من اللافتات منها "شهيد التعذيب لن نتهاون بحقك"، و"فين حق مختار عصام". وقال عصام مختار، والد المجند، إن هذه الوقفة من أجل المطالبة بإصدار تقرير الطب الشرعي الذي تأخر عن موعده بدون أى أسباب واضحة أو معلنة من النيابة العامة، لافتا إلى أن هناك تعمد واضح بتأجيل الطب الشرعي. وأضاف "إنهم لن يتنازلوا عن حق نجلهم ولكنهم في انتظار إصدار تقرير الطب الشرعي الذي سيوضح ما تعرض إليه "مختار" من تعذيب وكيف تم قتله وتشويه جثمانه وتقطيع أجزاءه والتي أخفت ملامحه جميعا وتم التعرف عليه من خلال قدمه". وأوضح محمد عصام، المحامي وشقيق المجند، أن النيابة تتحج بحجج غير منطقة، بالرغم من أنها اصدرت قرار بحبس اثنين من المجندين حبس احتياطي على ذمة القضية من بينهم محمد خميس صديق القتيل، لافتا إلى أن القوات المسلحة لم تعلن عن شيء حتى الآن بخصوص الواقعة. وأشار إلى أن حبس مجندين دليل واضح على أن هناك تهم موجه إليهم، ما يشير إلى أن النيابة على علم بما يحتويه تقرير الطب الشرعي، لافتا إلى أن التظاهر كورقة ضغط على النيابة من أجل إخراج تقرير الطب الشرعي. فيما أعدت حملة تمرد بالمحافظة، جولة لجمع التوقيعات الشعبية في موقع الاشتباكات الدامية التي دارت بين أعضاء الحملة وعناصر الإخوان المسلمين الذين حاولوا منعهم من استكمال فعالياتهم منذ 3 أيام بمنطقة أبي سليمان. وقال خالد القاضي، المتحدث باسم "تمرد"، إن الحملة تعمدت تنظيم الفعالية في نفس المكان، لتوجيه رسالة إلى الجميع مفادها أن الثوار وأعضاء الحملة لا ترهبهم أي اعتداءات أو جرائم أو انتهاكات من أي طرف، وسيواصلون تحركاتهم السلمية مهما كلفهم ذلك. وقامت الحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير "لازم"، مساء أمس، بعمل جولة بمنطقة السيوف للتمرد والحشد لبداية ثورة جديدة يوم 30 يونيو، حيث قام أعضاء الحملة بجمع توقيعات المواطنين للتمرد لسحب الثقة من محمد مرسي وتوزيع بيان للنزول يوم 30 يونيو وعمل جرافيتي بالمنطقة بعبارات "السكوت عار انزل 30 يونيو - الشرعية مش بانتخابات .. الشرعية للي مات 30 يونيو"، وقد تبرع لهم صاحب مقهى بمكتب ليقوموا بجمع توقيعات أهالي المنطقة من خلاله. وانتقد عبدالرحمن الجوهري، المتحدث باسم حركة كفاية بالإسكندرية، الاشتباكات التي دارت بين أعضاء الإخوان المسلمين وحكلة تمرد بمنطقة أبو سليمان في الإسكندرية، مضيفا "اعتداء سافر ووحشي وقع من ميليشيات جماعة الإخوان علي شباب القوي الوطنية وحملة تمرد بكافة أنواع الأسلحة، ما يؤكد حجم الإفلاس والهمجية والبلطجة التي أصبحت عناوين فاضحة لنهج الإخوان في التعامل مع الثوار والشعب المصري بصفة عامة". واعتبر "الجوهري" أن الجماعة أصيبت بالهلع والرعب والارتباك من رفض وغضبة جموع الشعب ضد سياساتها "الكاذبة"، وهو ما بدى واضحًا في قرب منتصف الليل نتيجة لانضمام أهالي منطقة أبو سليمان شباب ورجال ونساء إلى شباب الثوار، وإلحاق الهزيمة النكراء بميليشيات الجماع. ووجه رسالة إلى جماعة الإخوان، قال فيها "مخططكم فشل باستعمال الأسلحة النارية والبيضاء لإرهاب المصريين من النزول إلي الشارع يوم 30/6 للخلاص من حكم مرسي وجماعته الفاشية، بعد أن تبين فشله في مرات عديدة وأصبح الإصرار علي الاحتشاد آخر يونيو وما بعدها هو الوسيلة التي باتت وحيدة الآن لمواجهة طغيان وفشل الجماعة والإطاحة بالنظام الإخواني". كما أدان حزب مصر القوية الاعتداء من قبل المؤيدين للرئيس على شباب حملة "تمرد" ونشطاء المعارضة وأهالي منطقة أبو سليمان مساء الأربعاء، أثناء عرض "كاذبون" وما تضمنه من استخدام للأسلحة النارية والبيضاء في تعامل هو منتهى الاستهتار بكل من القانون وحرية التعبير وقواعد الديمقراطية، بحد قوله. وقال "يدين الحزب ما اعتادته هذه الزمرة من المعتدين من استخدام بيوت الله كدروع ثم الادعاء أن الأهالي والمعارضة يعتدون على المساجد، وهو تناقلته أمس بياناتهم، ولا يستثنى جهاز الشرطة من المسئولية حيث ساهم تقصيره في حماية المواطنين في زيادة عدد الإصابات فضلا عما تبع ذلك من أعمال عنف".