كثف تنظيم الإخوان، خلال الساعات الماضية، من لقاءات الأسر الإخوانية، فى محاولة لترميم التنظيم، بعد رفض شبابه النزول لمظاهرات 30 يونيو، ومواجهة القوى الداعية لخلع الرئيس محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قبل ضمان حمايتهم، حتى لا تتكرر أحداث المقطم، خصوصاً بعد ضرب أحمد المغير، المعروف إعلاميا برجل خيرت الشاطر، نائب المرشد، أمام وزارة الثقافة، وإصابة 14 شخصاً فى معركة مع أعضاء حركة «تمرد» فى الإسكندرية، مساء أمس الأول. وواصل مكتب الإرشاد، أعمال تحصين أسواره، أمس، بزيادة طول السور الأمامى لمقره بالمقطم، واعتبر عدد من شباب الإخوان، أن حشدهم فى فعاليات يومية قبل 30 يونيو، سيؤدى إلى استنفاد طاقتهم فى فعاليات وهمية، وقال محمد حنفى، أحد شباب الإخوان، إن الجماعة فشلت فى وضع حلول عاجلة وخروج آمن للمشهد السياسى الحالى وحقن دماء المصريين فى تظاهرات 30 يونيو، بل واستمرت فى تجييش الأعضاء والمؤيدين من التيارات الإسلامية الأخرى من أجل المزايدة السياسية. وأضاف: «الجماعة تسعى إلى استنفاد طاقة أعضائها فى فعاليات تسميها إعلامياً دعم الثورة السورية، لكنها فى الحقيقة لدعم مرسى وإظهار حجم التأييد الذى يتلقاه فى الشارع، وترمى بأبنائها فى أتون معركة سياسية». من جانبه، وجه الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان، رسالة للصف الإخوانى، أمس، قال فيها: «تربص المتربصين، وكيد الكائدين، وحقد الحاسدين، وتشكيك المبطلين ما يزيدنا إلا تمسكا بالحق الذى هدانا الله إليه، ومسارعة إلى الخيرات، مقتدين بأنبياء الله صلوات الله عليهم أجمعين، وبالسلف الصالح من عباد الله الطائعين». وأضاف: «هناك من يستعد لاتباع الهوى وطاعة الشيطان، يكره وحدتنا ويمقت أخوتنا، يكيد بليل ليدبر المؤامرات، ويشعل الفتن ويقلب الحقائق ويزّور التاريخ، لا يستمع لنصح ناصح ولا إرشاد أمين، يزيّن القول ليخدع البسطاء من الناس، شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، وفى النهاية يبرأ منهم الشيطان». وتابع: «هؤلاء ينبغى أن نحذرهم؛، حتى لا يفرقوا جمعنا، ويمزقوا صفوفنا، ويعكروا صفونا، ويفسدوا علينا الأيام المباركة والمواسم الطيبة». وهدد «بديع» الداعين للمظاهرات ضد «الإخوان، قائلا: «إننا ندعوهم جميعا إلى الأمن والأمان والسعادة والسلام، وإيثار المصلحة العامة على الأنانية المفرطة؛ لأن الخير حينما يعم سيسعد الجميع، أما الفتنة فهى تأكل اليابس والأخضر، وتستجلب غضب الله». وطالب أعضاء التنظيم بأخذ الحذر من أعداء خارجيين، قال: «إنهم لن يتوقفوا عن نسج الشباك وحبك المؤامرات، لإجهاض ثورتنا وتكدير ربيعنا، والشيطان لا يحب أن يرانا سعداء أبداً، ولندخل جميعا فى ميدان السلم والتعاون على الخير». وفى إطار تحفيز شباب الإخوان، على النزول، نظم تنظيم الإخوان، مساء أمس، بسوق السيارات بمدينة نصر، فعالية لدعم سوريا، وقال فى بيان أمس: إن «الإخوان» تؤكد على موقفها الثابت منذ البداية، وهو الوقوف إلى جانب الشعب السورى فى ثورته ضد الظلم والطغيان والاستبداد، وحقه فى الحصول على جميع حقوقه، واستعادة حريته، خصوصاً اختيار حكامه ونظام الحكم بما يضمن تداولا للسلطة. وقال الصاوى مبروك، أحد الكوادر الشبابية داخل الإخوان: إن نزول الإخوان والإسلاميين للشارع الفترة المقبلة هدفه إحداث توازن، حتى لا يبقى الشارع حكرا على فصيل أو تيار بعينه، يظهر هو دائما أنه الثائر ضد سلطة ليس لها أى شعبية على الأرض وباقى المعركة شبه محسومة. وأضاف، على صفحته على «فيس بوك»،: «من يعرف تنظيم الإخوان جيدا يدرك أنهم لا يمتلكون ميليشيا ولكن يستطيعون أن يتحولوا إليها فى ليلة واحدة إذا تطلب الأمر، ومن يدرك بواطن الأمور يعلم أن الإخوان لم يصبحوا هم نفس إخوان الاتحادية والمقطم». وفى رده على تصريحات «بديع»، قال مصطفى الجندى، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، وعضو الهيئة العليا بحزب الدستور، إن «تهديدات الإخوان فقدت مفعولها، وعلى مرشدهم الأكبر التوقف عن استخدام شماعة الدين والمتاجرة به، لأنهم أكثر من أساءوا لهذا الدين الحنيف الذى يعلمنا القيم والأخلاق والتسامح والصدق»، مضيفاً: «مرسى وعد وأخلف، واؤتمن وخان، وسنحاسبه جميعاً كما حاسبنا مبارك، وكما أمرنا الله ورسوله لأن أفضل الجهاد هو قول حق فى وجه حاكم فاسد». وأضاف ل«الوطن»، أن المتظاهرين لن يستخدموا العنف فى مظاهرات 30 يونيو، وأن الشعار سيكون «سلمية سلمية»، قائلا: «الشعب سيقول كلمته للإخوان، والشباب الثائر المخلص سينتصر كما انتصر فى 25 يناير، ولن يسرق أحد ثورتنا مرة أخرى».