سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ورشة الدوران المولوى: لو تعبت من الأرض و أحداثها لف واطلع للسما فكرة لممارسة التأمل تشبه الكواكب فى عبادتها لله.. والطواف حول الكعبة أكبر دليل على أهميته
«أنت كعبة الأرواح، فلأقُم بالطواف حولك، فأنا كالفلك، عملى ليل نهار هو الطواف، ولا ترتعد فى جواد الجسد، وترجل سريعاً، فالله يهب جناحاً لمن لا يمتطى الجسد.. هيا أيها الطائر، طِر نحو معدنك».. بهذه الكلمات وجه الشاعر والمتصوف الراحل جلال الدين الرومى أتباعه كى يدوروا، معلماً إياهم معنى وهدف الدوران، وهى الفكرة التى تتجدد اليوم فى ورشة خاصة للدوران. «عليك أن تبدأ السلام مع نفسك أولاً حتى تبدأه مع الآخرين»، هكذا يقول عامر التونى، مؤسس المولوية المصرية، والمدرب فى ورشة الدوران المولوى التى تقام الآن فى إحدى المكتبات الثقافية بالقاهرة، لمريدى الدوران. الورشة التى ترفع شعار الاسترخاء الذهنى والصفاء النفسى، يقول عنها التونى: يعانى المصريون الآن من حالة ضغط عامة. الأعصاب مشدودة، والمشاكل الاقتصادية والأمنية والاجتماعية تثقل كاهل الجميع وتجعلهم يعيشون حالة غير طبيعية، من هنا جاءت فكرة الورشة، فما هى إلا محاولة لجعل المشترك يركز بعيداً عن محيطه. التأمل يعطل الحواس، فلا يبقى غير العقل يفكر داخل السماء، هنا فى عالم من يدورون لا فرق بين مسلم أو مسيحى، الله واحد، نحبه ونقترب منه أكثر عبر الانعزال عن الدنيا والتفكير فى الله وكونه ولو لدقائق، هذا الانفصال يشبه إعادة تشغيل جهاز الكمبيوتر من جديد، يتحسن أداؤه بالطبع. هناك العديد من الطرق التى يمكن للمرء أن يسترخى من خلالها بخلاف الدوران، هكذا يؤكد التونى، ويقول: فكرة التأمل موجودة فى كل الثقافات، ويمكن ممارستها عبر العديد من الطرق مثل اليوجا وبعض الطقوس التى تمارسها الديانات الوضعية للوصول إلى حالة من الصفاء الذهنى، وقد أكدت الديانات السماوية الثلاث على فكرة التأمل والتدبر فى الكون وخالقه، ويمكن للمرء أن يصل إلى مراحل عظيمة فى هذا المضمار، وما الدوران إلا فكرة لممارسة التأمل، فمن يقوم بالدوران يتمثل بالكواكب فى عبادتها لله، الكواكب جميعها تطوف حول مركز الكون، ومن هنا تأتى الحياة، تتغير الفصول بدوران الأرض حول الشمس، ويتغير الليل والنهار بدوران الأرض حول محورها، أيضا الطواف حول الكعبة أكبر دليل على أهمية الدوران. يتساءل الراغبون فى الاشتراك فى الورشة عن طبيعتها، والجدوى من الدوران إن كانت طريقة الدوران واحدة يعرفها الجميع، لكن «التونى» يرشدهم إلى طريقة الدوران الصحيحة قائلاً: عليك أن تتمثل نفسك وقد دخلت إلى داخل قلبك، أصبحت كلك على بعض قلب، تفرد يديك وتدور، من الشمال إلى اليمين تماماً كالكواكب، على الجميع أن يتمثل الكعبة أو الشمس وكأنها مصدر ضوء فى قلبه، ثم يدور حول نفسه كأنه سائح فى هذا الكون، وكأن الجاذبية الأرضية اختفت.. هنا يخف الوزن وينهك الجسد، فتسمو الروح. على الجميع أن يتذكر أن الطائر فى السماء يعلو حين يفرد جناحيه. القائم بالدوران أيضاً يمارس حالة من حالات الطيران الرمزية.. طيران بالروح.