استأنفت شركتا "شكوروفا" و"تي أم إل" التركيتان مشاريعهما في مدينة مصراتة الليبية (شرق العاصمة طرابلس حوالي 200 كلم) بعد توقف دام قُرابة سنةً وثمانية أشهر جراء الثورة الليبية. وأوضح المدير التنفيذي لشركة "شكوروفا" التركية في ليبيا أن الشركة قامت بمشاركة مع شركة الأشغال العامة في العام 2008، حيث باشرت في أبريل 2010، واستلمت تنفيذ مشروع استكمال البنية التحتية لمنطقة زاوية المحجوب وعملت في المشروع حتى مغادرتها المدينة في أواخر فبراير 2011. وأكد أن الشركة عملت على توظيف من عملوا على حراسة مقر الشركة وذلك كواجب ورد للجميل، ضمن خطة لاستيعاب 300 شاب ليبي، في الوقت الذي تستكمل فيه الشركة المشروع تطوعيا، دون أية مُقابل. وأوضح "البيرأونال" مدير موقع الشركة في مصراتة بأن عودتهم جاءت رغبة منهم في استكمال المشروع، حيث وصف الوضع الأمني بالآمن، وأبدى ارتياحه بالعمل في المدينة، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا يتوقعون ذلك، وذلك للتضخيم الاعلامي بوجود العصابات المسلحة.ويشير البيرأونال إلى أن أكبر مشكلة تواجههم هي أن الليبيين لم تكن لديهم قناعة أن وراءهم الكثير من المشاريع بعد الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي بواسطة السلاح. وأوضح مهندس تركيب الخطوط "ياشار" أن الوضع الحالي جيد، وأن الأهالي متعاونون في العمل حيث يشعرون بارتياح في التحرك داخل المدينة، حيث طالب الشركات الأجنبية بالعودة وذلك لأن الوضع الأمني جيد، حيث لا توجد أية مخاوف. ويلقي "ياشار" باللوم على الاعلام في هذا الجانب حيث وصفه بالضعيف، ويرى أن دور الحكومة الليبية في التعامل مع الشركات الاجنبية ضعيف كونها لم تدفع أية مستحقات للشركات الأجنبية، ويرى أن أسبابا رئيسية وراء عدم عودة شركات تركية لها رغبة بالعودة واستكمال مشاريعها. وقال المهندس "محمد اسبيطة" إن ادارة الشركة أبدت رغبة وإلحاحاً للعودة في ديسمبر الماضي، وباشرت العمل بفريق عمل ومجموعة من المساحين، وأنجزت من مشروعها الذي تعمل على تنفيذه والمتمثل في إنشاء البنية التحتية بمنطقة زاوية المحجوب ما نسبته 22% حيث سيتم تضمين الغاز مع المشروع. وأضاف أن الهدف من عودة الشركة هو خدمة البلاد واستكمال ما كانت قد بدأته. ويطالب "اسبيطة" الحكومة الليبية بأن تأخذ خطوات جادة تجاه الشركات، حيث يرى أن الجانب الإعلامي مُظلم من هذه الناحية. وكانت شركة "TML" التركية تعاقدت على إنشاء أرصفة لميناء مصراتة البحري بطول 804 أمتار، وذلك بعد توقيع اتفاقية استئناف العمل بمشروع البنية التحتية للمنطقة الحرة بمصراتة والذي توقف بعد معارك حرب التحرير بعد إنجاز ما نسبته 10%، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع في أبريل المقبل. ويقول مدير مشروع رصف ميناء مصراتة السيد "أسكندر أودباش" إن بداية التعاقد على المشروع كان في العام 2009 موضحاً أن نسبة الإنجاز في المشروع بلغت 70% حيث كانت قد تعاقدت على رصف ميناء الحديد والصلب ومبنى إضافي بالميناء التجاري، إضافة إلى تعاقدها لاستكمال صيانة مصنع الدرفلة بالشركة الليبية للحديد والصلب الذي كانت تقوم بصيانته شركة إيطالية. ويضيف أودباش بأن شركته قامت بإزالة مبنى تراخيص مصراتة، الذي تعرض إلى قصف كتائب القذافي خلال معارك حرب التحرير، وشيدت مبنى جديدا على أنقاض المبنى الأول بدون مقابل، ما يأتي ضمن مساعدة المدينة و كهدية وللذكرى. ويوضح بأن المدينة من أكثر المدن الليبية أمناً، مشيرا إلى أن شركته قد تعرضت لأضرار بسيطة، وأن كل الشركات التركية قد علمت بأن شركته عادت إلى مصراتة وباشرت عملها بدون مؤهلات!. وبدأ "علي عثمان اللافي" عمله بشركة "شكوروفا" التركية في مارس 2013 في مهنة عنصر أمن وسلامة بعد أن كان له دور في حماية الشركة من السرقة.ويقول إن محتويات الشركة ظلت كما هي ، حيث لم تكن توقعات إدارة الشركة بأن محتوياتهم في أيدٍ أمينة. والحال ذاته، لا يختلف مع "على عبدالله القنيدي"، والذي يعمل بذات الشركة في مهنة "موظف أمن وسلامة" حيث اختارت كتيبته مقر الشركة مقرا لها، موضحا بأنه تم إرجاع كل الآليات، وأن بعض المواسير فقط تعرضت لإطلاق نار. ويصف "حسن مفتاح المصراتي" إداري بشركة "TML" خطوة توظيف الشباب الليبي بالشركات التركية بالجيدة، خاصة وأنها تتزامن مع تزايد معدلات البطالة، حيث أوضح أن مكتب العمل في مصراتة قد قام بدمج 52 شاب للعمل بالشركة، إضافة إلى من تم توظيفهم ممن قاموا بحماية الشركة خلال حرب التحرير. يضيف "المصراتي" بأن شركته لم تطالب بتعويضات من الحكومة، وأن هناك شركات تركية وأخرى صينية ستعود لتستكمل ما قد بدأته من مشاريع. وتأتي عودة الشركتين التركيتين لاستكمال ما بدأتا من مشروعات بعد أن كان لديهما تخوفات من الوضع الأمني في ليبيا كُكل حيث اتفق مسئولا الشركتين في تصريحاتهما للوكالة بأن تأخر عودة الشركات الأجنبية يأتي بسبب ما يسمعونه ويتم تضخيمه في وسائل الإعلام من تردي الوضع الأمني في المدينة، وقد سجلت الشركتان لدى السفارة التركية بليبيا لمعاودة استئناف مشاريعها.