ليس حواراً وطنياً ولكنه حوار للاعتذار الوطنى، فالحوار الذى أداره الرئيس مرسى مع قيادات الأحزاب السياسية أمس الأول، لبحث أزمة «سد النهضة» الإثيوبى، أثار ضجة كبيرة ليس فقط بسبب مهزلة إذاعته على الهواء مباشرة دون إخبار المتحدثين فيه، ولكن بسبب سلسلة الاعتذارات التى لاحقت الحوار قبل وأثناء وبعد اجرائه. قبل الحوار اعتذرت بعض القوى السياسية عن عدم الحضور، منهم الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، ثم تلاه الاعتذار الذى قدمته باكينام الشرقاوى، مساعد الرئيس للشئون السياسية، عن إذاعة الحوار، دون إشارة مسبقة للمشاركين فيه، وانتهى المشهد باعتذار البرادعى، لدولتى إثيوبيا والسودان عمّا حدث من «إساءات» لهما خلال هذا الحوار. «جلسة دردشة وحوار سطحى لا يليق بقوى سياسية»، هكذا وصف الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، ما دار فى الحوار الوطنى، مؤكداً أن اعتذار بعض القوى السياسية عن عدم الحضور كان خاطئاً، حيث أن الحوار كان مخصصاً لمناقشة قضية تمس الأمن القومى، لذا كان عليهم الحضور، وإحراج الرئاسة والمؤسسات التى أدارت هذا الملف. أما اعتذار «باكينام» عن عدم الإبلاغ عن إذاعة الحوار على الهواء فكان أقبح من ذنب، فكان ينبغى عليها أن تعلن ذلك خلال الجلسة، الأمر الذى يعكس المستوى الفكرى والسياسى لمستشارى الرئيس، مشيراً إلى أن أى حوار يتصل بإدارة الأزمات، ينبغى أن يكون فى غرف مغلقة. كما رفض «رفعت» الاعتذار الذى قدمه البرادعى لإثيوبيا، موضحاً أنه لا يقل بؤساً عن اعتذار «باكينام»، فكيف يقدم اعتذاراً لدولة تقدم على بناء سد سيقلل حصة مصر من المياه. وقال «رفعت» إن الشعب المصرى هو الذى يستحق الاعتذار له عما دار فى الحوار، وما يجرى فى مصر، على أن يكون الاعتذار فى شكل رفع أيدى القائمين على الحكم عن هذا الملف، ليتقدم آخرون من الخبراء لإدارة هذه الأزمة.