سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون يحمّل الرئاسة مسئولية بث «اجتماع الأزمة» على الهواء مباشرة «عبدالعزيز»: التفاف خبيث لتركيز الاهتمام بعيداً عن إخفاق الرئاسة فى حل الأزمة.. و«العالم»: تستوجب محاسبة الإدارة الإعلامية
سادت حالة من الارتباك اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بسبب إذاعة لقاء الرئيس مرسى مع القوى الوطنية، لمناقشة أزمة سد النهضة، على الهواء مباشرة أمس الأول، حيث نفت القوى السياسية الحاضرة للاجتماع علمها ببث اللقاء على الهواء مباشرة، فيما عقد صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، اجتماعا عاجلا مساء أمس الأول، مع قيادات قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى لمناقشة الأزمة. حمّل إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار، مؤسسة الرئاسة مسئولية إذاعة اللقاء على الهواء مباشرة، لافتا إلى وجود تنسيق كامل بين قطاع الأخبار والرئاسة صاحبة القرار الوحيد فى إذاعة أى خطاب أو لقاء أو مؤتمر للرئيس على الهواء، مشيراً إلى أن الرئاسة أيضاً صاحبة قرار قطع البث، موضحاً أن مسئولية التليفزيون المصرى تقتصر على البث فقط. وأضاف الصياد فى تصريحات ل«الوطن»: لا علاقة لنا بمحتوى المؤتمر، وتتحمل القوى السياسية المشاركة فى المؤتمر مسئولية ما يقولون، حتى وإن كان يمس الأمن القومى، مؤكدا أن إعادة بث اللقاء كاملا دون اقتطاع أى جزء منه، مساء أمس الأول، رغم رد الفعل العنيف الذى تسبب فيه بث اللقاء الأول، يأتى ضمن الخطة الاستراتيجية التى يسير عليها التليفزيون بالتنسيق مع الرئاسة، نافيا صدور تعليمات بمنع إعادة بث اللقاء. من جانبه وصف الخبير الإعلامى، ياسر عبدالعزيز، إذاعة لقاء الرئيس مرسى مع قوى سياسية، حول أزمة سد النهضة الإثيوبى، على الهواء، دون إخطار الحاضرين، ب«مخالفة خطيرة ومهزلة مكتملة الأركان»، قائلا «يبدو أن رئاسة الجمهورية نجحت بقصد أو غير قصد فى توجيه اهتمام الرأى العام للتفكير فى جدوى إذاعة اللقاء من عدمه، لتتراجع المساءلة ويغيب التفكير عن موقف رئاسة الجمهورية المتدنى الكفاءة فى إدارة أزمة المياه». وحذر عبدالعزيز من تركيز الاهتمام بعيدا عن الكارثة الحقيقية وهى «إخفاق الرئاسة» فى مواجهة الأزمة، لافتا إلى أن موقف الرئاسة ينطوى على مراوغة والتفاف خبيث لشغل الرأى العام على طريقة «الكاميرا الخفية» وإثارة الجدل حول مسألة «نذيع أو لا نذيع». وفيما إذا كان الخطأ نابعا من وزارة الإعلام، قال عبدالعزيز إنه لا يمكن السؤال عن تلك النقطة فى جسم إعلامى فاقد للكفاءة وبلا وازع أخلاقى، مضيفا أن: فى ظل قيادات تفتقر للخبرة والكفاءة، يجب ألا نتوقع من صانع القرار الإعلامى أداء أفضل من ذلك، فمنذ وصول جماعة الإخوان للحكم وهى تعطى أفضل الأمثلة على سوء الإدارة الإعلامية، بدءا من خطاب «الحارة المزنوقة.. للصوابع الداخلية، والقرد والقرداتى، وباكستان ومشاركتها فى حرب أكتوبر، وتعالى وأنا أقولك!» وهو ما يعطى عشرات الأدلة عن تدنى الكفاءة الإعلامية التى تديرنا، وأن وزارة الإعلام أصبحت مصنع البلاهة. وقال الخبير الإعلامى، هشام قاسم: إننا وصلنا إلى مراحل متدنية فى المغالبة السياسية لإحراج المعارضة أمام الشارع المصرى وإظهارها فى دور المتواطئ والمخطط لتدمير علاقة مصر بدول النيل، وهو مستوى متدن من التخطيط ولا يستحق استدراج مصر لمعارك خارجية فى سبيل التخلص من المعارضة. من جانبه أشار الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن إذاعة لقاء مرسى بقيادات حزبية لمناقشة أزمة سد النهضة على الهواء مباشرة، يثبت أن مصر تدار بطريقة ساذجة، لافتا إلى أن إذاعة لقاءات الرئاسة على الهواء مباشرة «له أدبيات معلومة» أولها أن يكون الحضور على علم بذلك. وأضاف: كان من الحصافة للقائمين على الإدارة الإعلامية بمؤسسة الرئاسة أن يقطعوا بث اللقاء حين بدأ الحاضرون الحديث عن أمور مخابراتية وعسكرية وهو الأمر الذى يعطى أدلة وشواهد للطرف الإثيوبى عن الاتجاه العام داخل مصر، ويعطيهم الأحقية أمام العالم أجمع بأن هناك مخططا مصريا وسوء نية ضد دول المنبع، مما يخلق نوعا من الصراع غير المبرر بين مصر وإثيوبيا، خاصة إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن اللقاء لم ولن يخرج بأى توصيات تذكر تستحق جر مصر لصراعات. وتساءل «العالم» عن جدوى إذاعة اللقاء على الهواء، رغم علم مؤسسة الرئاسة والقائمين على الإعلام الرسمى بتعدد توجهات الحاضرين واحتمالية طرح آراء متباينة، مشددا على أن إعادة بث اللقاء بدلا من الاعتذار عن إذاعته على الهواء يؤكد أن الإدارة الإعلامية المصرية «معيبة» تستوجب المحاسبة أو على أقل تقدير الاستقالة.