أثارت إذاعة جلسة الحوار الوطني، التي دعا إليها الرئيس محمد مرسي، حول ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، على الهواء، غضب العديد من النشطاء والمواطنين، الذين وصفوا إذاعة الجلسة بما تناولته من أفكار تخص الأمن القومي "بالفضيحة"، مطالبين بمحاسبة المسؤول عن إذاعة الاجتماع. وقال الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، في تصريحات ل"الوطن"، "لم أكن أتخيل أن يكون هذا اللقاء يذاع على الهواء، سواء أنا أو كل من شارك فيه، ولم يبلغنا أحد بأنه سيتم إذاعته". وأضاف نور، "من المتعارف عليه أن كافة جلسات الحوار الوطني يتم تسجيلها، وبث مقاطع منها، عبر القنوات المختلفة، وفقا لمتطلبات الأمن القومي، وكنا على ثقة أن الكاميرات التي صورت اللقاء تقوم بتسجيله، لكننا فوجئنا عقب اللقاء بأنه تمت إذاعته بشكل مباشر وعلى الهواء". وكان أيمن نور، كتب على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أمس، أنه مندهش من أسباب إذاعة جلسة الحوار مع الرئيس على الهواء، وذلك فور خروجه من اللقاء وعلمة بإذاعته. وحول تداعيات إذاعة اللقاء، قال رئيس حزب غد الثورة، "إن إذاعة هذه الجلسة أفرغ الاجتماع من قيمته، وأصبحت كافة الأفكار التي تم دراستها، وطرحها للنقاش غير قابلة للتنفيذ لأنها أصبحت معروفة لدى الجانب الآخر، وكان من الممكن لو هناك ضرورة لإذاعة الاجتماع أن يتم بث أول نصف ساعة على سبيل المثال، بعد تنبيه الحاضرين لعدم تناول القضايا الشائكة في هذا التوقيت، لكن ذلك لم يحدث". وتابع رئيس حزب غد الثورة، "لم يتطوع أحد على الإطلاق بإرسال حتى ورقة للجالسين في الاجتماع لتنبيههم بأن الجلسة مذاعة على الهواء، حتى وبعد تناول موضوعات على درجة كبيرة من السرية، لكن كل واحد منا كان يتعامل بمنتهى الصراحة ويفكر بطريقة ماذا سيفعل لو كان مكان الرئيس في مثل تلك الظروف، وهذا يعكس مناقشات على درجة كبيرة من الحساسية". ورفض نشطاء الإسكندرية والقيادات الحزبية بالمدينة إذاعة الاجتماع، مشككين من نوايا بثه على الهواء، وقال حزب الأحرار الدستوريين، في بيان صدر عنه اليوم، "إن إذاعة حوار وطني تناول جوانب لها علاقة بالأمن الوطني ويكشف عن رؤى وأفكار قيادات العمل السياسي في مصر حول هذا الملف يعد خيانة لا يمكن أن تمر بدون حساب"، وطالب الحزب بضرورة التحقيق مع صاحب قرار إذاعة هذا اللقاء بدون علم المشاركين فيه حتى لو كان الرئيس نفسه. وقال محمد يكن، أمين عام حزب الأحرار الدستوريين، "إننا قدمنا أفكارنا على طبق من ذهب للمخابرات الإثيوبية، وأحرقنا كل الكروت التي كان من الممكن أن نلعب بها، ولن يصدقون بعد اليوم أننا من الممكن أن ندخل في معركة عسكرية من أجل سد النهضة، هذا هو عقابنا لأننا اخترنا نظاما عشوائيا لا يعرف كيف يدير شؤون البلاد". ومن جانبه، شكك حزب "شباب مصر"، في أن تكون إذاعة لقاء رئيس الجمهورية مع بعض قيادات الأحزاب لمناقشة وسائل وآليات مواجهة مشروع سد النهضة الإثيوبي على الهواء، خطأ غير مقصود مثلما حاولت رئاسة الجمهورية أن توضح للرأي العام. وصرح الدكتور أحمد عبدالهادي، رئيس حزب شباب مصر، أن رئاسة الجمهورية لم تقم من قبل ببثت أي لقاء لها على الهواء، نظرا لحساسية كل الحوارات واللقاءات التي تجريها الرئاسة، مضيفا أن تعمد مؤسسة الرئاسة بث حوار الرئيس مع قيادات الأحزاب بشكل مباشر وحي دون أن يتم لفت انتباه الحضور هو أمر غير مسبوق، ويشير إلى أن رئاسة الجمهورية كانت على ثقة من أن الحضور سيرفضون بث اللقاء على الهواء لحساسيته وخطورته، خاصة وأن بعضهم طلب التعامل عسكريا مع ملف سد النهضة والبعض الآخر طالب بتحرك استخباراتي، وكلها قرائن تنتهي إلى ضرورة عدم إذاعة اللقاء على الهواء. واعتبر رئيس حزب شباب مصر، أن بث الرئاسة للقاء دون علم الحضور يكشف الستار عن أن محمد مرسي باع ملف القضية كله لإثيوبيا، بالتنسيق مع أطراف المعادلة التي يتعامل معها، وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. وقال رئيس حزب شباب مصر، إن "مشروع سد النهضة يعد بمثابة صفقة ضمن صفقات جماعة الإخوان مع أمريكا وإسرائيل على حساب مصر، وهو ما يستوجب التصدي له والتصدي لتحركات هذه الجماعة الإرهابية وضرورة تحويل مظاهرات 30 يونيو إلى مظاهرات مصيرية لتكون ثورة جديدة لتصحيح خطايا اختيارات البعض لمرشح الإخوان الرئاسي". وأضافت عبير يوسف، الناشطة بحركة "لازم"، أن "هذا النظام يثبت يوم بعد الآخر فشله في كافة القرارات التي يصدرها، وإذاعة لقاء مثل هذا لا يعكس سوى فشل كافة العاملين بمؤسسة الرئاسة، وأقول لكل العاملين بمؤسسة الرئاسة (أليس فيكم رجل عاقل، كيف تذيعون أسرار البلد، بهذه الطريقة الفجة)، أعتقد أن الأطفال في مصر شعروا بخطورة إذاعة لقاء مثل ذلك، لكن القائمين على شؤون الدولة لا يشعرون بشيء ويستمرون في التصرف بعشوائية".