يأبى القدر أن يفرق ما جمعته القلوب، يوم أن ولد، يوم أن رحلت هى، يحتفل مصريون بذكرى ميلاده، ويغادرون قبره ليحيوا فى اللحظة نفسها ذكرى وفاتها، ويبقى الاسمان متلازمين فى كتب المؤرخين الفنيين وشهود المرحلة على نجمين لم يغب ضوؤهما أبدا: عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى. على مدار حياته ظل يبحث ويتمنى، فى عيد ميلاده الذى يوافق 21 يونيو، أن يُشبع قلبه بحب تلك الفتاة الغامضة التى لم يعرفها أحد حتى الآن، سوى سائقه الخاص الذى كان بمثابة خزانة أسراره.. حبيبة «العندليب» كانت وما تزال لغزاً حيّر الجميع.. فمن هى؟ وكيف التقاها؟ وما مواصفاتها؟ المحاور مفيد فوزى صديق «العندليب» أكد غير مرة أن سعاد تزوجت العندليب، وأنه توفى وهى على ذمته. الأحداث السياسية أفقدت الذكرى -الميلاد والرحيل- بريقها، فقبر العندليب فى البساتين أصبح خاوياً فى ذكرى ميلاده، والأمر نفسه تكرر فى قبر السندريلا. قصة الحب التى جمعت العندليب بالسندريلا نسجت خيوطها فى الدنيا واستمرت حتى بعد وفاتهما، ولا شك أن هناك علاقة قوية بين وفاة السندريلا وميلاد العندليب، حسب الإعلامى وجدى الحكيم: «بيفكرنا يوم ميلاده بمحاولتنا التى فشلت فى العثور عليه للاحتفال بهذه المناسبة، لأنه كان يوما حزينا فى حياته. لكن عندما نسمع أغانيه نتيقن من أنه لا يوجد عندليب غيره». داخل مقبرته المزينة بالرخام يقف شاهد القبر حاملا اسمه الفنى: «المغفور له الفنان عبدالحليم حافظ .. عام 1977». شاهد آخر على قبر السندريلا يحمل عبارات مشابهة، وعلى الشاهدين يقف حارسان يتكتم كل منهما تفاصيل الأمانة: «طبعا أمانة، واللى يخونها ما يدخلش الجنة» حسب تعبيرهما. ميزة أخرى يضيفها عبدالمتجلى طه، أحد المجاورين لقبر السندريلا: «سعاد كانت أول فنانة تُدفن فى هذه المنطقة»، يقصد 6 اكتوبر. برلنتى عبدالحميد -المحامية التى تتابع قضية مقتل السندريلا- تقول إن التقارير السرية أكدت مقتلها على يد ثلاثة أشخاص، وتُضيف: «القضية لم تغلق بعد وما تزال مستمرة، وهناك أدلة جديدة تؤكد تورط صفوت الشريف، بالإضافة إلى ضلوع محسن السكرى فى الجريمة أيضاً».