غياب قيادة للثورة: لم تظهر الحاجة لوجود قيادة ثورية في ال 18 يوم الأولى للثورة، فقد كان الجميع متوحداً حول هدف واحد وهو إزاحة مبارك من سدة الحكم، إلا انه وبعد التنحي وتحقيق الهدف الجامع للثوار لم يكن هناك خطط موحدة لمرحلة ما بعد مبارك، وعزز من ذلك أن الفصائل الثورية مختلفة الاتجاهات السياسية والأيديولوجية من الأساس. غادر الثوار ميادينهم دونما تنسيق في المواقف أو ترتيب لأولويات المرحلة الانتقالية، الأمر الذي فتح المجال للجماعات المنظمة كالإخوان المسلمين في التشاور أو التفاوض مع المجلس العسكري خاصة وأنها كيان منظم وله قواعده التي شاركت في الثورة، كما حرصت أحزاب المعارضة الكرتونية على التواجد في اجتماعات مع المجلس العسكري، في حين أن شباب الثورة الحقيقي لم يمثل في هذه الاجتماعات، رغم تكون عدد من الائتلافات الثورية كائتلاف شباب الثورة، إلا أن غياب مؤسسة تتحدث باسم الثورة تنضوي تحت لوائها القوى السياسية في ظل قيادة توافقية تنسق وتتخذ المواقف وتتفاوض مع المجلس العسكري ككتلة مُمَثلة قد أدى لخفوت الزخم الثوري وفتح الباب للخلافات بين القوى والفصائل السياسية وبداية مرحلة من الاستقطاب يعاني منها المجتمع حتى الآن، كما أن بحث بعض القوى والأحزاب عن مصالح ضيقة أو سوء تقديرها للموقف أدى إلى وصولنا لحالة من ال(لا توافق) حول مرشح للرئاسة مما وضع الشعب في مواجهة تقليدية بين مرشح الحرية والعدالة ومرشح النظام القديم. الاستعلاء الثوري: أدى ما يمكن تسميته "بالاستعلاء الثوري" وعدم قدرة القوى الثورية على الوصول إلى المواطن المصري غير المنتمي لتيار سياسي إلى تزايد الفجوة بين الثوار والمواطن البسيط، وقد يرجع ذلك لاستخدامهم مفردات ومصطلحات قد تبدو غير مفهومة للمواطن العادي وتشعره بالاستعلاء، خصوصاً في ظل ما يعانيه من ارتفاع في الأسعار وانفلات أمني وأزمات متكررة في الطاقة، فينقم على الثورة والثوار باعتبارهم السبب فيما آلت إليه أوضاعهم. إلا أن هذا الإحساس تجاه القوى الثورية لا يمكن فهمه كاملاً بعيداً عن ما تعرضت له القوى الثورية من حملات تشويه منظمة. تشويه الثوار: كانت القوى والحركات الثورية محل تقدير واحترام من قطاع كبير من المصريين، إلا أنه ومع استمرار حالة الاستقطاب واختلاف الآراء والتوجهات خلال المرحلة الانتقالية، بدأت حملة منظمة لتشويه الحركات والقوى الثورية أسوة بممارسات النظام السابق، واتهامها بالعمالة وتلقي الأموال من الخارج دون دليل، وشارك في هذه الحملة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبعض القوى الأخرى، وكما كان الإعلام الرسمي والخاص حاضراً في حملة التشويه والتخوين، وقد نشرت الأهرام في نسختها الإنجليزية بتاريخ 19 نوفمبر 2011 أنه وفقاً لتحقيقات وزارة العدل فإن كل من منظمة محمد علاء مبارك وأحد الجماعات السلفية هي من يتلقى التمويل الأجنبي وأن حركة 6 إبريل لا تتلقى تمويلاً خارجياً . علاوة على التباطؤ غير المبرر في إجراءات التطهير المنطقية والواضحة سواء على مستوى الوزراء والمحافظين والمناصب العليا في مؤسسات الدولة مما مكن البعض من النيل من الثورة بل وتشويهها وتشويه المنتسبين إليها. على كلٍ فإن ممارسات القوى الثورية في أحيان إضافة إلى تعمد تشويهها في أحيان أخرى ساهم بشكل أو بآخر في تشكيل وعي شريحة قدرت بما يزيد عن 5 ملايين صوت أعطت أصواتها في الانتخابات لأحد رموز النظام السابق. الخروج عن خارطة الطريق: جاءت نتيجة استفتاء مارس لترسم خارطة طريق للمرحلة الانتقالية وافق عليها ما نسبته 77% من المشاركين فيه، وكان يقتضي عقد الانتخابات البرلمانية، ثم الرئاسية، ثم بدأ الكتابة في الدستور عبر جمعية يختارها أعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبون في وجود سلطة تشريعية منتخبة من الشعب، إلا أن المجلس العسكري استجاب لضغوط من القوى الليبرالية واليسارية والقوى والحركات الثورية بتأجيل الانتخابات بدعوى عدم جاهزية القوى غير الإسلامية وشباب الثورة لخوض الانتخابات وهو ما أدى لإطالة الفترة الانتقالية وتأجيل انتخابات الرئاسة واستمرار مناخ عدم الاستقرار وتحميل القوى الثورية مسؤولية الأحداث الدامية والتي نتجت في جانب كبير منها نتيجة لأخطاء القيادة العليا التي فشلت في قراءة المشهد السياسي بشكل صحيح. أخبار متعلقة: كيف وصل شفيق ومرسي للإعادة ؟! ..أخطاء ثورية واختلافات سياسية انقسمت القوى بين حمدين وأبو الفتوح.. ففاز شفيق ومرسي الإخوان خاضوا معارك في كل الجبهات..والسفليون يدعمون بالكلام فقط تحالف كارهي الثورة مع حزب "الكنبة" حاولوا إجهاض الثورة من أول يوم