منذ الاستفتاء المعيب فى مارس 2012 قال كثيرون: «انتبه الثورة ترجع إلى الخلف»، كان الاستفتاء هو بداية هذه الفوضى التى نعانى منها الآن، بداية الانقسام بين القوى الثورية، وبداية الاستقطاب، قال مؤيدو «نعم» من يصوت ب«لا» فهو يحارب الإسلام، وقال مؤيدو «لا» من يصوت ب«نعم» سيؤدى إلى خارطة طريق غير مفهومة، وإجراءات لم تحدث فى أى ثورة، وعودة النظام القديم وتحكم العسكر فى البلد، وحذر مؤيدو «لا» من القوى الثورية، من المواد الغامضة فى الإعلان الدستورى مثل المادة 28 والمادة 60 وغيرهما، ونجحت «نعم» بغزوة الصناديق، وبدأت معركة بين كل القوى الثورية، بالإضافة لفلول النظام فى انتخابات مجلس الشعب، وزادت الفجوة بين القوى الثورية والإخوان، وازداد العسكرى توحشا، وبدأ فى قيادة حملة منظمة للقضاء على القوى الشبابية والثورية والقيام بتشويهها، وللأسف اشتركت قوى إسلامية أخرى فى تلك الحملات الدنيئة بما يخالف شرع الله. ويوما بعد يوم بدأت القوى الإسلامية البراجماتية فى الانسلاخ عن القوى الثورية والتقارب مع المجلس العسكرى، وشاهدنا جميعا الأحزاب التى فازت فى الانتخابات، وهى ترفض المشاركة فى أى احتجاجات ضد استبداد العسكر وضد حكومة الجنزورى بحجة عدم إفشال الانتخابات البرلمانية التى ستؤدى إلى برلمان يقوم بتحقيق أهداف الثورة وإقالة الحكومة وتطهير الوزارات والأجهزة، وحل جميع مشاكل مصر، ومع الوقت زادت الفجوة بين المجموعات الثورية والقوى الإسلامية خاصة بعد محاولة الاستئثار بالجمعية التأسيسية للدستور، واستخدام مبدأ الغلبة اعتمادا على الأغلبية البرلمانية فى صياغة دستور سيحكم كل المصريين لعقود طويلة. ونحن الآن نعانى جميعا من كل هذه الأخطاء وهذا المسار المريب الذى فرضه علينا المجلس العسكرى منذ بداية الثورة، فنظام مبارك مازال يحكم مصر ولم يتم عقاب سفاح واحد ممن عذبوا المعارضة قبل الثورة أو قتلوا الثوار أثناء الثورة، ورموز النظام لم يكتفوا بظهورهم إعلاميا بتبجح، وإنما أصبح لهم حق الترشح فى الانتخابات الرئاسية كأنه لم تكن هناك ثورة من الأساس قامت ضد هذا النظام، فى رأيى الشخصى لا أعتقد أن ترشح عمر سليمان كان بتخطيط من المجلس العسكرى، ربما كان نزوله بضغط من مجموعات مستاءة من الأداء السياسى البراجماتى البحت للإخوان المسلمين، وربما كان العسكرى سيستغل نزوله لأقصى درجة من أجل تخفيف الهجوم على مرشح آخر، ولكن رب ضارة نافعة، ما يحدث الآن يساهم فى توحيد الصفوف وعودة الروح الثورية مرة أخرى، ونتمنى أن يعود الإخوان المسلمون سريعا لصفوف الثورة، ويدركوا نتائج ما تم من أخطاء.