تقام في جامع الخلاني وسط العاصمة العراقية بغداد اليوم، صلاة جمعة موحدة للسنة والشيعة؛ استجابة لدعوة رئيس الوزراء نوري المالكي لإقامة تلك الصلاة بالعاصمة أسبوعيا لترسيخ وحدة العراقيين ونبذ الطائفية. وقال مصدر من ديوان الوقف الشيعي "إن إقامة هذه الصلاة كل يوم جمعة ستستمر لكونها تحسس المواطن العراقي الرافض للفتنة الطائفية بالراحة النفسية، ولكونها سعي من قبل رجال الدين نحو إبعاد البلاد عن أي صراع طائفي بين أبناء الشعب الواحد". ويقوم مسؤولون من الوقفين السني والشيعي بالإشراف على الصلاة التي أقيمت الأولى من نوعها يوم الجمعة الماضي في قاعة لنصب الشهيد وسط بغداد، شارك فيها رئيسا ديواني الوقف السني، عبدالغفور السامرائي، والوقف الشيعي، صالح الحيدري، بالإضافة إلى رجال دين معروفين من المذهبين، ومواطنيين، ومسؤولين سياسيين من كافة مناطق بغداد. وكان المالكي دعا لهذه الصلاة في بيان أصدره 19 من الشهر الحالي، قال فيه: "إن الصلاة الموحدة يفهم منها أنها تجمع العراقيين من السنة والشيعة، وهذا ما نتمناه، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب أن تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد، وأنا أدعو إلى إقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة، وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة". ويشهد العراق أسبوعيا، منذ عدة أشهر، صلوات جمعة موحدة في عدة محافظات ذات غالبية سنية، في الغرب والوسط والشمال، يشارك فيها سنة وشيعة، تعبيرا عن توحد معارضتهم لحكومة نوري المالكي، وذلك خلال الاحتجاجات المستمرة منذ ديسمبر الماضي، والتي بدأت بالمطالبة بتعديلات دستورية ووقف ما يصفونه بالاعتقال السياسي والتحيز الحكومي الطائفي، وتصاعدت الآن إلى إقالة الحكومة. وينفي المالكي اتهامات معارضيه له باتباع سياسة طائفية، ويتهم بعضهم بالتحرك وفق أجندة خارجية تهدف إلى شن حرب طائفية في العراق. إلى ذلك، توافد الآلاف من المواطنين، رغم الحر الشديد، منذ صباح اليوم على ساحات الاعتصام والصلاة الموحدة في مدن: بغداد، ديالي، سامراء، كركوك، الموصل، الرمادي، والفلوجة للمشاركة في صلاة الجمعة التي أطلق عليها المعتصمون "مسار حراكنا يقهر ميليشياتكم".