«أنا ابن الراجل اللى بيقطع الكهرباء»، جملة يكررها الشاب محمد ضيف الله لكل من يقابله، لا يخاف ولا يتراجع، فما يسمعه الشاب العشرينى من دعاء على والده: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى بيقطع الكهرباء»، «ربنا ينتقم منك يا للى بتطفى النور»، وغيرها، دفعته إلى الدفاع عن والده بتأسيس صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، بعنوان: «أنا ابن الراجل اللى بيقطع الكهرباء»، شعارها: «كفاية دعاوى بقى حرام عليكو، والله أبويا برىء وبيقطعها غصب عنه». لم يكن الشاب القاطن بمحافظة الإسماعيلية وأسرته يواجهون أية مشاكل تتعلق بالكهرباء، لكن تكرار انقطاعها فى العامين الأخيرين جعل المسألة أشبه بالجحيم: «الأول كانت بتقطع وتيجى على طول دلوقتى بقت تطول والناس بتضايق وتدعى على الراجل بتاع الكهرباء اللى بيفصلها مع أنه مالهوش ذنب». الشاب الذى يدرس بمعهد الفن الصناعى فى بورسعيد، يعانى من انقطاع الكهرباء ويقول مع زملائه الكلمة نفسها: «حسبى الله ونعم الوكيل» بمجرد انفصال التيار، فى تناقض يفسره قائلاً: «مش بندعى على الراجل اللى بيفصل الكهربا، وإنما على المسئول عن أصل المشكلة اللى معملش محطات كفاية وكان سبب فى أن الحمول كتير ومفيش طاقة». يقول الابن الذى يلتمس لأبيه العذر: «هو بيجيله أمر من الكنترول الرئيسى فى الإسماعيلية، يقوله افصل، فبيفصل، كل الناس ليها رؤساء ما تقدرش تخالفهم»، يتمنى الشاب أن يكف الناس عن الدعاء على أبيه ويدعوا على من يستحق.