من خلف النقاب أو من أمامه.. الفارق ليس كبيراً.. تظل المرأة المصرية واحدة فى كل الحالات: قوية، إلى جوار زوجها فى كل مكان. «أم محمد» لا تعتقد أنها مميزة فى شىء، لكنها مثال لسيدات كثيرات يساندن أزواجهن فى العمل أيا ما كان المجال أو معلوماتهن عنه، أم محمد دخلت مجال صناعة الجلود منذ عشر سنوات ولم تكن تعرف عنه أى شىء، كل ما عرفته وقتها أنها تريد أن تكون مع زوجها فى محل عمله. «لم أكن منتقبة قبل ثلاث سنوات، لكننى ارتديته عن قناعة شخصية، وهذا لم يؤثر على عملى أو مساعدتى لزوجى». السيدة ذات ال38 عاما تقول: «عندى أربعة أبناء أكبرهم فى ثانوية عامة، كنت شغالة قبل الجواز فى محل ملابس، وبعدين اتجوزت وكان قدامى أقعد فى البيت أو أنزل أساعده فى مصنعنا، وكملت شغل لكن معاه فى ورشة الجلود، وشغلى كان بناء على رغبتى، هو ما مانعش، بصراحة اقتراحى ده كان عشان نوفر فى العمال، وأدينا واقفين مع بعض بنصنع جواكت وشنط ومحافظ، زوجى هو اللى بيختار التصميمات، وعندنا اتنين عمال، واحد بينفذ الشنط والمحافظ والتانى الجواكت، وبعدين تيجى مرحلتى أنا، أقص الزيادات وألاحظ لو فيه مشاكل عشان تتعالج، وشغل التشطيبات ده مش سهل، لازم له دماغ صاحية، كمان براعى المكان لو هم مش موجودين». طموح أم محمد لا يقف عند حدود ورشتهم: «صناعة الجلود فى مصر لها مشاكل كتير، ممكن أصنع جواكت وتقعد عندى سنة، موسم الجواكت هو الشتا، لو فات يقعد للسنة اللى بعدها وده بيكون خسارة كبيرة لينا، لو التوزيع كويس كل حاجة هتبقى تمام، سعر المحفظة الجلد الطبيعى بيبدأ من 10 جنيه، بنجيب الجلد متشطب وجاهز ونفصله». الزوج هشام محمد إمام يتمنى أيضا تحديث صناعة الجلود فى مصر: «محتاجين دورات تدريبية، نسافر الدول المتقدمة فى مجال الصناعة دى، خاصة إيطاليا وتركيا، نفسى أمورنا تكون أحسن، بندخل على الإنترنت وبيساعدنا، لكن النت مش كل حاجة، محتاجين نتعرف على كل جديد وإلا هنفضل محلك سر، كمان محتاجين رقابة لأن السوق بقى فيه حاجات غريبة.. ناس بتعلى السعر على مزاجها، وصناعة أى كلام». هشام لا يمانع فى عمل زوجته معه فى المحل؛ فهو يؤمن أن الإسلام لا يمنع عمل الزوجات كما يروج البعض: «الإسلام دين سمح ما منعش الزوجة تشتغل، بالعكس دى نزلت جاهدت، وإحنا مش أقل من الصحابة، بستغرب من ناس بتتكلم باسم الدين وهم جهلاء، يقولوا المرأة مفروض ما تتعلمش، ازاى؟ هتقعد جنب ابنى وهى مش متعلمة؟ ما تحفظه قرآن، وتساعدهم يكونوا أحسن ازاى، لو الستات بطلوا تعليم، أمتنا هتنتهى».