تعتمد جماعة الإخوان على سياسة «الباب الموارب» فى إدارة علاقتها بالجماعات التكفيرية التى أطلت برأسها داخل العديد من المحافظات المصرية، وخصوصاً فى سيناء. فالجماعة تنضح «فكرياً» من نفس البئر التى تنضح منها هذه الجماعات، والكثير من المؤشرات تدلل على أن الإخوان تستخدمها فى تنفيذ عمليات ذات أهداف معينة، تسهم فى دعم سعيها المحموم نحو التمكّن من رقاب المصريين. قبل الثورة كان الكثيرون يشيرون إلى أن الإخوان لم تتُب عن فكرة العنف أو الطعن فى عقيدة مخالفيها فى الرأى، وأن الجماعات الإسلامية الجهادية تعد الشكل الجديد الذى تبلور فى إطاره «النظام الخاص» الذى كان يتولى تنفيذ عمليات الغدر والانتقام من خصوم الجماعة. هذا الكلام لم يكن ينطوى -حينها- على الدرجة المطلوبة من الوجاهة أو القدرة على الإقناع، وكان ينظر إليه -فى الأغلب- على أنه يأتى كجزء من حملات التشويه الممنهج لجماعة الإخوان كأكبر قوة معارضة لنظام «المخلوع». ماء كثير جرى فى نهر الأحداث بعد ثورة 25 يناير، حين وجدنا رموز الجماعة الإسلامية التى ساهمت فى اغتيال الرئيس «السادات»، رحمه الله، تسارع إلى الاصطفاف خلف الإخوان، وهو ما انطبق أيضاً على التيارات السلفية بأطيافها الدعوية والجهادية، وظهر الأمر وكأن كل أصحاب «الدقون»، بغض النظر عن اسم الجماعة التى يعلنون أنهم ينتمون إليها، يشكلون جزءاً من جماعة الإخوان، وأنهم رفعوا اسماً وشعاراً مختلفاً -خلال حكم «المخلوع»- لمجرد التمويه، وما إن دانت لهم الأوضاع وأحسوا أنهم سيطروا على السلطة، حتى سقطت الأقنعة وظهرت الأمور على حقيقتها، وتبين الجميع أن الكل فى العنف والتكفير وتجهيل المجتمع «إخوان»!. فى ضوء ما سبق يمكن أن تفهم عدم وجود موقف محدد للإخوان نحو هذه الجماعات خلال الأحداث التى رافقت اختطاف الجنود السبعة فى سيناء، وليس أدل على ذلك من إصرار الدكتور محمد مرسى على تبنى منهج التفاوض مع الخاطفين، وتأكيده -فى بيان رسمى لرئاسة الجمهورية- أنه حريص على الخاطفين والمخطوفين!. ولو تذكر أننى راهنت على أن القوات المسلحة لن تقوم بأية عمليات لتحرير الخاطفين، وأن تحرك القوات إلى سيناء «حركة تمثيلية» ليس أكثر. ف«مرسى» وجماعته مُصرون على المحافظة على هذا الظهير الذى يجيد الحديث بلغة السلاح، لأى موقف طارئ، يترتب عليه إسقاط «مرسى». قد تسأل: وما الوضع بالنسبة لبعض «الدقون» التى تعارض سياسات «مرسى» والإخوان؟ أجيبك قائلاً: إنها جزء من سياسة «الباب الموارب» أيضاً. فهم أحد «الكروت» التى تحتفظ بها الجماعة فى أيديها، خوفاً من أن تجدّ فى الأمور أمور، فيكون «الشغل» من خلال هؤلاء، لو فرضت الظروف على الإخوان التراجع خطوة أو عدة خطوات إلى الخلف. الكل فى عداء المصريين والرغبة فى سحقهم «إخوان».. افتح «الباب الموارب» شوية.. حتتأكد!.