«كان نفسى أكون ظابط شرطة، حلم كان قرب يتحقق، بس خلاص الحلم ضاع والأسرة اتدمرت، ولو رجع الزمان تانى كنت أعيش تحت رجلين أبويا».. بهذه الكلمات بدأ طالب فى الصف الثالث الثانوى حديثه ل«الوطن» عن قيامه بقتل والده ب16 طعنة بسبب خلافات أسرية.. وقال إن مشاجرة وقعت بينه وبين والده وسدد له طعنة فى بطنه مع أذان الفجر، وإنه أكمل الطعنات ووصلت إلى 16 قبل أن يغسل يديه وملابسه ويذهب إلى مستشفى بعد جرح أصابه نتيجة طعنة من الأب.. الجريمة شهدتها مدينة سوهاج الاثنين الماضى وقررت النيابة حبس المتهم على ذمة التحقيقات وطلبت التحريات حول الواقعة. المتهم طالب، وروى تفاصيل جريمته كاملة.. قال إنه طالب فى المدرسة الثانوية العسكرية بالصف الثالث الثانوى، وإنه دخل هذه المدرسة من أجل أن يتعلم الالتزام والجدية والانضباط لكى تؤهله للالتحاق بكلية الشرطة، حتى يخدم وطنه، وكان يشعر دائما أن عمره قصير، وأنه عندما يصبح ضابطاً سوف يستشهد أثناء تأدية واجبه، ولكن فوجئ بأنه كان مجرد «حلم» لن يتحقق. الطالب قال إن والده كان يتعدى عليه ويضربه بالكرباج اللى معلقه بمطبخ البيت، وكان يقوم كل أسبوع بسكب «الزيت» على الكرباج ليزداد صلابة وقوة، وإن الخلافات التى بين والده ووالدته وأشقائه خلافات قديمة لأن والده لم يكن من النوع الذى يهتم بشئون أولاده ومستقبلهم وترك الحمل طول السنين الماضية على والدته التى تعمل موجهة بالتربية والتعليم خاصة أنه كان دائم الشجار معها، بسبب وجود علاقات عاطفية بينه وبين سيدة تعمل معه بجامعة سوهاج. يقول المتهم إنه شاهد صورا لوالده فى أوضاع جنسية مع إحدى السيدات اللاتى يعملن معه، وأخبر والدته بالموضوع واطلعت على الصور الموجودة على جهاز اللاب توب، وبعدها بفترة غاب والده عن العمل لمدة أسبوعين وجاءت إحدى زميلاته لزيارته فى المنزل، وعندما شاهدها وجدها تشبه السيدة التى كانت مع والده فى أوضاع جنسية، وأخبر أمه بأن هذه السيدة هى التى لها علاقة بوالده. المتهم يكمل بأن والدته اتصلت بشقيقه الذى يعمل فى أسيوط، وصرخ الأب فيهم وطرده وأمه، وقال «مش عاوز حد يعيش معايا»، وبعدها ببضعة أيام اتصل به أحد أصدقاء والده فى العمل بالجامعة وأخبره أن والده مريض وذهب إليه فى الجامعة، وعمل تحاليل للكبد ورافقه وعادا سويا إلى المنزل، وقضى طوال الليل مع والده بالشقة، وفى اليوم التالى تحدث مع والده وطلب منه حل الخلاف مع والدته، ولكن والده ظل يسب ويشتم والدته وأنه لا يريد أن يعيش معه أحد. وبعد يومين اتصل به والده وطلب أن يأتى ويعيش معه لأنه لا يستطيع أن يعيش بمفرده، وأنه يريده أن يظل معه، وأنه بالفعل مساء الأحد الماضى الساعة ال12 (منتصف الليل)، ترك منزل جده الذى تعيش فيه والدته بجوار محطة السكة الحديد، وتوجه لمنزل والده بمنطقة «حى راشد» وعندما وصل للمنزل قام بفتح باب الشقة فوجد «والده» يتحدث مع امرأة عبر هاتفه المحمول، وعندما شاهده أغلق الهاتف وأوهمه أنه يتحدث مع أحد أصدقائه، وبعدها بدقائق قام الأب بإحضار ورقة وقلم وقال لابنه إنه سوف يقوم بشراء سيارة ملاكى، لأن راتبه سوف يزيد من أول الشهر 900 جنيه، وأنه يريد منه أن يظل معه بالمنزل ولا يعود إلى منزل جده. تابع الابن المتهم حديثه بأنه طلب من والده أن يصالح والدته وأن يعيدها للمنزل، حيث لا يستطيع أن يعيش فى البيت بدون أمه، فقام بالصراخ فى وجهه وقام بسبه وسب والدته أيضاً، وقام بإحضار مطواة قرن غزال واحتدمت المشادة الكلامية بين الابن ووالده. المتهم أكد أنه دخل غرفة نومه، ولحق به والده على باب الغرفة، وطعنه فى قدمه اليمنى، وأنه دفع والده بقوة وسقطت المطواة من يده والتقطها المتهم وسدد الطعنة الأولى مع أذان الفجر، نظر الأب فى عين ابنه الذى قام سريعا بتسديد الطعنة الثانية ثم الثالثة، وبعدها سقط الأب على الأرض، غارقا فى دمائه، وظل الابن يسدد فى الطعنات الواحدة تلو الأخرى. لتستقر «المطواة» بعد الطعنة السادسة عشرة فى جسده. يكمل «محمد» حديثه ل«الوطن» بحضور العميد أسامة عبدالعظيم مأمور قسم أول سوهاج، والرائد محمود جلال الشريف معاون أول المباحث، وهو يبكى ويقول: «لو الزمان يرجع تانى أعيش تحت أقدام أبويا طول العمر»، ظل صامتا لمدة 5 دقائق، وبعدها أكد أنه دخل الحمام وغسل قدمه من الدم وبدل ملابسه، وتوجه بمفرده لمستشفى سوهاج العام وقام بالكشف على قدمه وأخذ العلاج، وتوجه بعد ذلك لمنزل «جده» بشارع محطة السكة الحديد، وجلس مع «والدته» وكان يشعر أن روحه سوف تخرج، لدرجه أن والدته قالت له «فى إيه؟ إنت مش طبيعى». تمكن «محمد» أن يكتم الأمر حتى الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين، ثم قص لوالدته ما حدث، وظلت لدقائق تبكى وتقول لا تخف يا محمد لن أتركك، قامت أمه بالاتصال بشقيقه «حماده» فى أسيوط وقالت له «تعالى فورا واتصل بأخوك وليد»، وعندما وصل شقيقاه، قال لهما «روحوا على البيت هتلاقوا أبوكم مقتول.. أنا اللى قتلته علشان أريح أمكم وأريحكم وأرتاح». توجه وليد وحماده إلى منزلهما وشاهدا جثة والدهما غارقا فى دمائه، فقاما بالاتصال بالشرطة، التى ألقت القبض على «محمد» واعترف بارتكاب الجريمة