في ليلة ملحمية بين مسلمي ومسيحيي محافظة قنا، أحاطها سرادق قماشه عانق فيه، الهلال الصليب، والآيات القرآنية، وآيات الإنجيل، وعلى صوت قارئ إذاعة القرآن الكريم بالإذاعة المصرية، الشيخ محمود الحلفاوي، والتي بدأها بسورة "مريم"، أحيا قبطي حفل زفاف نجله بقرية المحروسة التابعة لمركز قنا، وسط حضور آلاف المواطنين الذين لبوا الدعوة. حضر الحفل الشيخ محمد الطراوي وكيل وزارة الأوقاف، وعدد من نواب مجلس النواب، وقيادات كنيسية ودينية وأمنية، وسط حضور قرابة 2000 مواطن من محافظة قنا، واستمعوا لآيات القرآن الكريم والتي بدأها القارئ بسورة "مريم" واختتم الحفل بقصر السور. وقال زكريا حنا الله محارب، والد العريس "حنا"، إن جده "محارب" أقام بمثل هذه الليلة القرآنية عام 1964م، وأحياها حينها الشيخ المقرئ "الكلحي" وكانت في يوم "الجمعة" أيضًا، في جو من الألفة بين إخواننا من المسلمين، لذا حرصت على تكرار هذه التجربة لأكون ممن سطروا التاريخ في توثيق الوحدة الوطنية، في المشاركة في الأفراح والأحزان وأنها ستكون ليلة مباركة وأن أشعر بالسعادة، مشيرًا إلى أن اختيار يوم الجمعة تأكيدًا على الوحدة. وأشار إلى أنه سعيد بأن جميع المسلمين والمسيحيين لبوا الدعوات لحضور الحفل، كما وجه الشكر لرجال الدين الإسلامي ورجال الكنيسة، الذي ضربوا أروع الأمثلة في تلاحم الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في المناسبات الاجتماعية، مشيرا إلى أن جميع الكراسي التي تقدر بقرابة 2000 كرسي كانت ممتلئة في جو ملأه المحبة والسلام، قائلا: "ربنا ما يقطع لنا عادة". ويقول محمد محمود، أحد أبناء قرية المحروسة، إن المسلمين والمسيحيين بالقرية يعيشون في جو من الألفة والمحبة، وإن الأهالي جميعهم حضروا، سبقها حضور الشباب بأيام لمساعدة الأسرة القبطية في الإعداد لليلة التي عبرت عن الوحدة الوطنية. كانت أسرة القبطي طبعت مئات من كروت الدعوة لحفل زفافه، في أعلى الكارت الهلال يعانق الصليب، وآيات من القرآن والإنجيل، وهي الآية رقم (21) من سورة الروم: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، وكذلك جزء من الإنجيل (متى 19): "إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِى جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ".