قال مجدى سالم، زعيم تنظيم «طلائع الفتح الجهادى»، محامى الجهاديين، إن البعض يسعى للزج بالقوات المسلحة فى واقعة اختطاف 7 جنود مصريين بسيناء، مشدداً على رفضه للتعامل الأمنى والعسكرى مع الأزمة، لكيلا تتصاعد الأوضاع، ويخسر الجميع، بحسب قوله، مشيراً إلى ضرورة اللجوء للحل السياسى، والتفاوض مع الخاطفين، وتلبية مطالبهم إن كانت عادلة، للحفاظ على أرواح الجنود المخطوفين. وأضاف «سالم» فى حواره ل«الوطن»، أنه لا بد من حل مشكلات سيناء من جذورها، كى لا تتكرر تلك الوقائع، وعلى النظام أن يسارع برفع أية مظالم، يعانى منها السيناويون، متابعاً: «هيبة الدولة ليس باتباع سياسة العقاب الجماعى واستخدام القوة، ولكن بإقامة الحق والعدل». * فى البداية.. ما قراءتك للوضع فى سيناء وواقعة اختطاف الجنود المصريين؟ - أنا أرى أن المطالبة بمعالجة الموضوع بهذه السرعة، مبالغة شديدة، لأن الأمور المتعلقة بمثل هذه المسائل تحتاج إلى نوع من الصبر والهدوء، لأنها أرواح ناس، ويجب أن يكون همنا الأساسى الحفاظ على حياة أبنائنا المختطفين، وعودتهم سالمين، والجميع يدين الحادث، ونحن من هؤلاء، حتى إن كانت هناك بعض الحقوق والمظالم التى تعرض لها البعض عبر عقود، وأنا أدعو إلى طرق كل الأبواب التى تؤدى لحل الأزمة بالحفاظ على أرواح المختطفين، ودون الإخلال بهيبة الدولة. * هل ترفض التدخل الأمنى والعسكرى فى الواقعة وتدعو إلى الحل السياسى والتفاوضى؟ - أولاً إن الزج بالقوات المسلحة فى هذا الموضوع أمر مفتعل ومتعسف، لأن لا أحد يريد النيل من الجيش المصرى، وكل أهل سيناء يحملون كل تقدير واحترام للجيش، وأنا ضد التدخل الأمنى، لأن دق طبول الحرب فى سيناء سيؤذى سيناء نفسها، ويؤذى الجيش، وسيؤذى كل الدولة المصرية، وسيؤدى هذا التعامل لتصعيد حدة الأوضاع وصعوبتها، وتكرار مأساة سيناء مع النظام السابق. * ولكن البعض يرى أن التفاوض مع الخاطفين يمس هيبة الدولة؟ - هيبة الدولة تتحقق بأن تقوم الدولة بالعدل والحق، ومع رفضى للتعامل العسكرى، إلا إننى أشدد على ضرورة الحفاظ على شكل الدولة وهيبتها، والسلطة الناجحة هى التى تتعامل سياسياً بكفاءة، وتستطيع الوصول إلى الحلول السلمية بدون النيل من هيبتها، وبأقل الخسائر الممكنة، أما مسألة العقاب الجماعى والبطش، فهى مرفوضة ولن تحل الأزمة، وفى هذا السياق أقدر تصريح مؤسسة الرئاسة بأنها ترفض سياسة العقاب الجماعى، ويجب معرفة المطالب وتلبيتها إن كانت عادلة. * ألا تخشى من تكرار الواقعة حال التفاوض وتلبية مطالب الخاطفين؟ - لن تتكرر هذه الواقعة إن تم التعامل بحكمة، وتعقل، وحل المشكلات من جذورها، ورفع أية مظالم موجودة تؤدى للانفجار، وإذا كان الخاطفون لديهم مطالب عادلة، فلابد من تحقيقها، مع محاسبتهم قانونياً للأسلوب الخاطئ الذى استخدموه للتعبير عن مظلمتهم. * البعض ينتقد أداء «الرئاسة» ويرى أنه بطىء.. ما تقييمك لتعامل الرئيس مع الواقعة خلال الأيام الماضية؟ - أنا متأكد أنه توجد جهود كبيرة يتم بذلها بصورة سرية لحل الأزمة، ولا يجب أن نعول على الأمور المعلنة فى الظاهر، لأننا نعلم جيداً أن السلطات فى مثل هذه الأزمات قد تصدر بيانات تطمينية، وأحياناً تدلى أجهزة الأمن ببيانات قد تكون غير صحيحة، أو الهدف منها نقل رسالة معينة للجماهير، أو تضليل الخاطفين، وأنا أعتقد أن الرئاسة ستنجح فى إنهاء الأزمة بدون التفريط فى الجنود، وبدون اتخاذ قرار يؤدى لتصعيد الأمور أو يحدث مظلمة للبعض. * ما تعقيبك على دعوة الرئيس للأحزاب والقوى السياسية بالتحاور حول الأزمة؟ - أمر طيب، وكنا نفتقد ذلك فى النظام السابق، لأن إشراك الجميع فى حل مشاكل المجتمع شىء مطلوب، المهم أن يكون هناك استجابة من الرئاسة والتعامل مع المقترحات والمطالب بفعالية، حتى لا يتحول الأمر إلى مشاورة بلا نتيجة.