أكد العميد صفوت الزيات، الخبير فى الشئون العسكرية والاستراتيجية، أن أزمة الجنود السبعة المختطفين بسيناء يجب ألا يتم التعامل بها بتسرع أو بقرارات عنترية، ولكن الأمر يحتاج إلى عقلانية وتنسيق وتفاهم فى وجهات النظر بين مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة و«الداخلية»، لأن أى عملية تتم فيها خسائر بشرية بين المخطوفين قد تؤدى إلى قلاقل وانتقادات حادة تجاه القوات المسلحة. وأضاف أن عمل القوات المسلحة تجاه العناصر الإجرامية والإرهابية فى سيناء يحتاج إلى خطط على المديين القصير والطويل، لأن طبيعة الحرب ضد الإرهاب «طويلة».. وإلى نص الحوار: * فى البداية ما تقييمك لطريقة التعامل مع أزمة الجنود السبعة المختطفين؟ - أزمة الجنود المختطفين فى سيناء يعود أساسها إلى عدم شعور الكثيرين بسيناء بوجود هيبة للدولة، وأن مطالبهم لا تتحقق بأى طريقة من الطرق الشرعية، ولذلك فقد لجأوا إلى الأسلوب الإجرامى وهو الخطف، لإحراج السلطة والخضوع لمطالبهم، وهذه الأزمة لن يتم حلها إلا من خلال تناولها بشكل عقلانى، وليس عاطفياً، فالجيش لا يعمل وفقاً للمشاعر، ولكن على حسب الوضع الفعلى على الأرض، فلا يمكنه أن يدخل فى أى عملية لا يعرف نتائجها. * وبماذا تفسر حالة التضارب فى البيانات الخاصة بالأزمة والمتعلقة بوجود مفاوضات مع الخاطفين من ناحية والتجهيز لعمليات عسكرية من ناحية أخرى؟ - هذا التضارب يأتى بسبب سرية العمل العسكرى فى مثل هذه الأزمات وعدم الإفصاح عن أى أمور متعلقة بخطة تحرير الجنود المختطفين، حتى إن هذه المعلومات لا يعرفها من خارج المؤسسة العسكرية سوى رئيس الجمهورية فقط، وبعضها يتم إخبار الشرطة والمخابرات به، وهو ما يزيد من حالة تضارب المعلومات. * وكيف ترى الضغوط من التيارات السياسية لدفع الجيش إلى التعجيل بالقيام بعملية عسكرية لتحرير المختطفين؟ - على القوى والنخبة السياسية الابتعاد عن تصفية الحسابات فى هذه الأزمة، والتكاتف والوقوف خلف المؤسسة العسكرية لتجنب إهدار الدماء وزيادة المشكلة تعقيداً، والتكاتف لوضع خطط لتطهير سيناء من الإرهاب، خاصة أن عمل القوات المسلحة تجاه العناصر الإجرامية والإرهابية فى سيناء يحتاج إلى خطط على المديين القصير والطويل، لأن طبيعة الحرب ضد الإرهاب «طويلة»، خاصة أنها حرب تحتاج إلى فترة طويلة. * وما تقييمك لتعامل مؤسسة الرئاسة مع الأزمة؟ - مؤسسة الرئاسة عليها ضغوط كبيرة، خاصة أن قرار تحرير الجنود يجب أن يصدر بقرار من رئيس الجمهورية، وفى نفس الوقت فإنه فى حالة فشل العملية سيتم وضع مؤسسة الرئاسة فى حرج بالغ، وهو ما يفسر ترددها المستمر فى اتخاذ أى قرار. * بصفة عامة، ما سبب تدهور الأوضاع فى سيناء التى تتصاعد بشكل مستمر، خاصة أن ثورة «25 يناير» جاءت لأهل سيناء بأمل أن يتم إصلاح ما أفسده النظام السابق؟ - من أهم أسباب تدهور الأوضاع بسيناء هو عدم وجود قرار وإرادة سياسية لتعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل بشكل يسمح بوجود أكبر لقوات من الجيش لإحكام السيطرة الأمنية، خاصة عند منطقة الحدود مع غزة، أما السبب الثانى فهو استمرار سوء إدارة الدولة للملف السيناوى والتنمية، حيث تم سحب التمويلات الخاصة بتنمية سيناء لصالح مشروعات أخرى مثل «توشكى»، علاوة على الاهتمام بتنمية جنوبسيناء دون شمالها، وهو ما حول الشمال إلى أرض خصبة للعناصر الجهادية والتكفيرية سواء من داخل سيناء أو من خارجها. والمشكلة أن «أمن الدولة» تعامل فى الماضى بشكل يتسم بالغباء مع المجتمع السيناوى وتعمد تدمير الهيكلية المجتمعية بين بدو سيناء من خلال جر الشيوخ للعمل فى السياسة، فى سبيل تحقيق مطالب أهل سيناء، وهو ما أفقد شيوخ القبائل السيطرة على سكان سيناء ليخرج من بينهم من يحمل الأفكار الجهادية.