اختار نواز شريف الفائز في الانتخابات التشريعية الباكستانية، الاثنين، وزير ماليته، فيما سجلت الأسهم في بورصة كراتشي ارتفاعا كبيرا، وسط آمال بان برنامج عمله المناسب لأجواء الأعمال يمكن أن يعيد إحياء الاقتصاد. وقد حقق نواز شريف، الذي قدم نفسه على أنه براجماتي يمكنه التعامل مع الولاياتالمتحدة في مجال الأعمال وتحسين العلاقات مع منافسة البلاد الهند، فوزا كبيرا في الانتخابات التاريخية التي جرت السبت في باكستان. وتعرض حزب الشعب الباكستاني لهزيمة قوية وتراجع عدد مقاعده من 125 الى 33 بحسب توقعات صحفية، لكنه سيكون الحزب الثاني في البرلمان ويرجح أن ينتقل إلى صفوف المعارضة. وحل نجم الكريكت عمران خان الذي كان وعد ب"تسونامي" يحمله الى السلطة في المرتبة الثالثة بحصوله على 29 مقعدا وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا لحزب سبق أن نال مقعدا واحدا في 2002. والتحديات الكبرى أمام شريف ستكون تحسين الاقتصاد المتضرر بشدة من أزمة طاقة كبرى، ومواجهة تمرد الإسلاميين. وقال الناطق باسم رابطة مسلمي باكستان صديق الفاروق، إن الحزب ضمن "غالبية مريحة" على المستوى الوطني و"ثلثي الغالبية" في إقليم البنجاب، حيث سيعود شقيق شريف، شهباز إلى السلطة ايضا. وأضاف المتحدث أن إسحق دار الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة شريف الثانية ولفترة قصيرة أيضا في 2008، سيعود لتولي هذه الحقيبة. وأضاف أن دار "لديه كل الأرقام والوقائع" وسيقدم في يونيو الموازنة للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في 1 يوليو. وفي كراتشي، سجل مؤشر "أكبر" 100 من الأسهم ارتفاعا بنسبة 1.6% ليصل إلى 20.232 نقطة عند بدء التداول، ليتجاوز العشرين ألف نقطة للمرة الأولى بعدما جاءت نتيجة الانتخابات مخالفة للتوقعات بانبثاق برلمان ضعيف. ويامل المستثمرون في انتعاش اقتصادي في ظل حكومة شريف الذي اكسبته سياسات الخصخصة التي اعتمدها سمعة جيدة لدى التجار والصناعيين خلال حكومتيه السابقتين في التسعينات. وقال المتحدث باسم رابطة مسلمي باكستان "لدينا مصداقية على الصعيد الاقتصادي، والارتفاع غير المسبوق للأسواق المالية اليوم خير دليل على ذلك". لكن المحلل والمعلق مشرف زيدي عبر في صحيفة "ذي نيوز" الناطقة بالإنجليزية عن خيبة أمله من اختيار دار لتولي حقيبة المالية رغم تاكيده بأنه "يحظى باحترام كبير ويتمتع بكفاءة عالية". وكتب "إذا عمدت رابطة مسلمي باكستان إلى خيار ما جربته سابقا، سيكون ذلك بمثابة توجيه الرسالة الخاطئة إلى الشباب الباكستاني بأن اعتبارهم الرابطة بأنها "باكستان القديمة" لا يزال قائما". وكان عمران خان أثار حماسة خلال الحملة الانتخابية عبر دعواته إلى باكستان جديدة متوجها إلى الشباب والطبقات الوسطى في المدن لا سيما مع وعود بانهاء الفساد وإدخال إصلاحات على الضرائب. ويرجح أن يشكل حزبه حركة الإنصاف حكومة إقليمية في شمال غرب البلاد، لكن خان قال إنه سينضم إلى صفوف المعارضة على المستوى الوطني.