احتشد مئات المتظاهرين، مساء الجمعة، أمام مقر وزارة الخارجية الليبية في العاصمة طرابلس، محاولين فك الحصار الذي يفرضه عليه منذ نحو أسبوعين عناصر ميليشيات مسلحة. وبعد ظهر الجمعة، تجمع مئات الطرابلسيين في ساحة الجزائر في وسط العاصمة الليبية، للتظاهر دعما لحكومة رئيس الوزراء علي زيدان وتنديدا بالحصار المفروض على مؤسسات تابعة للدولة. وبعدها سار المتظاهرون باتجاه مقر وزارة الخارجية الذي لا يزال عناصر الميليشيات يفرضون طوقا حوله، وأطلقوا هتافات تندد باستخدام السلاح. ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات من بينها "لا للميليشيات" و"الشعب يدعم شرعية الصناديق" و"العزل السياسي مطلبنا ولكن ليس إسقاط الحكومة". ومع حلول المساء، ارتفعت وتيرة التوتر أمام المبنى المحاصر حيث حدث تدافع بين المتظاهرين وعناصر الميليشيات أمام بوابة الوزارة. وقال وزير العدل، صلاح الميرغني، إنه حاول الدخول إلى مبنى وزارة الخارجية مع وزيرين آخرين إلا أنه تعرض "للتهديد" من عناصر الميليشيات. وأضاف: "كانوا عنيفين ومنعونا الدخول إلى الوزارة". وسحب عناصر الميليشيات، الأربعاء، آلياتهم العسكرية من محيط وزارتي الخارجية والعدل، إلا أنهم أبقوا على حصارهم لهذين المبنيين. ويحاصر الوزارتين، منذ عشرة أيام، مسلحون طالبوا بتبني قانون العزل السياسي الذي يقضي بإبعاد المسؤولين السابقين والمتعاونين مع نظام القذافي. لكن المحتجين أعلنوا بعدما تبنى المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة في البلاد، قانون العزل، أنهم يطالبون أيضا باستقالة رئيس الحكومة علي زيدان، المتهم بالتعاطف مع المسؤولين السابقين والمتعاونين مع نظام القذافي. ويقدم هؤلاء المسلحون أنفسهم على أنهم ثوار قاتلوا قوات معمر القذافي حتى مقتل الأخير في أكتوبر 2011. وفي بنغازي، عاصمة الشرق الليبي، جرت الجمعة تظاهرة مماثلة في وسط المدينة شارك فيها المئات تنديدا بالميليشيات ودعما للحكومة.