لا تعرف السبب.. ما الذى جمع رئيس وزراء مصر هشام قنديل بخمسة من الشباب عائدين من مشاجرة.. «المصادفة» وحدها جمعت هؤلاء.. مرور «قنديل» كان مصادفة.. عودة الخمسة من المشاجرة و«توهانهم» فى طريق العودة.. وخوفهم جعلهم يطلقون الرصاص.. الذى كان بداية مطاردة وتكتيف وعلقة ساخنة وأخيراً حبس. مسرح الجريمة كان على بعد 300 متر من مديرية أمن الجيزة.. وهو الأمر الذى جعل اللواء عبدالموجود لطفى يهرول من مكتبه إلى المكان.. الإخطار الذى تلقاه مفاده: «فيه ضرب نار فى الشارع اللى جنب المديرية».. ونزل الرجل ومعه بعض قيادات المديرية.. اللواء محمد الشرقاوى مدير المباحث.. واللواء محمود فاروق رئيس المباحث الجنائية.. والعميد جمعة توفيق رئيس المباحث الجنائية لقطاع الغرب. إخطار ضرب النار تلقاه العميد منتصر عبدالرحيم مأمور الدقى ونائبه العقيد أشرف سامى.. المأمور والنائب ركبا تاكسى من أمام القسم.. لم ينتظرا سيارة الشرطة.. وعند وصولهما كانت المفاجأة: «اللى اضرب عليه نار.. هشام قنديل رئيس الوزراء». شقاوة بعيدا عن مفاجأة قيادات الشرطة فى الجيزة.. كانت مفاجأة وصدمة للمتهمين الخمسة.. بعدما عرفوا أن من أطلقوا عليه النار هو «رجل مهم فى الوزارة».. واحد منهم يتحدث.. إنه المتهم الرئيسى وبيديه جميع الخيوط.. يقول: اسمى «شقاوة».. مش عارف ليه.. بس أصحابى هم اللى قالوا كده وأنا فى إمبابة.. أنا بتاع مشاكل وشقى شوية.. شقاوة شباب يعنى مش أكتر.. كنا ساكنين هناك.. وسبنا المنطقة ورحنا فيصل وعشنا فى منطقة «الطوابق».. من حوالى سنة.. يضحك وهو ينطق اسمه «شقاوة». الحديث عن محمد على ميرغنى (21 سنة).. واحد من خمسة شباب.. أصبحت أسماؤهم مقترنة باسم رئيس وزراء مصر «هشام قنديل».. محمد أو شقاوة هو المتهم الرئيسى فى القضية التى شغلت الرأى العام طوال 6 أيام مضت.. وجرت تفاصيلها مساء الأحد الماضى أعلى كوبرى الدقى.. يحدثك «شقاوة» عن التفاصيل كاملة.. وعن مطاردة استمرت 12 دقيقة فى منطقة الدقى الراقية.. انتهت وهو و4 آخرون مكبلون بالحبال.. ردد الشهادتين 3 مرات وهو يجرى وخلفه حرس الوزير يطلق الرصاص.. وهو يقول: «أنا ميت ميت». «ماكينة» يوم السبت بالليل.. قابلت إسلام أبوبكر وهو ابن صاحب البيت اللى اخدنا شقة فيه أنا واخواتى وأمى من سنة زى ما قلت.. وأنا يومها كنت فرحان لأنى اشتريت مكنة جديدة ب3 آلاف جنيه.. موتوسيكل يعنى.. وإسلام قال لى عايزين نشم هوا.. وطلعنا على المنيل بالمكنة بتاعتى.. ووصلنا فوق كوبرى عباس وقعدنا هناك على النيل فوق كرسيين خشب.. وطلبنا شاى من صاحب فرشة هناك.. وده بتاع حمص شام وشاى.. واحنا قاعدين ورجل إسلام فلتت كده.. قلبت «الكوبايات والشاى» وكسر 3 يومها.. وقال للراجل: «عندى أنا الواجب ده وهاحاسبك عليهم».. وبعد شوية.. لقيت إسلام مسك الموبايل.. وقال له خد صورنا.. الراجل اتغير كده.. وشتمنا وقال امشوا.. واحنا شتمناه من هنا.. وهو «صفر» صفارة غريبة.. لقيت حوالى 15 واحد اتلموا علينا.. والكترة تغلب الشجاعة.. وإسلام سابنى وجرى.. وأنا يومها ضربت واضربت.. بس بالأمانة انضربت أكتر و«المكنة» بتاعتى اتكسرت.. وكنت هموت من الغيظ. «حمص شام» الضرب شغال.. ولقيت مجموعة من الشرطة جت.. إنتوا ولاد «.......» وكسرتوا العربية بتاعة الراجل.. وهات بطاقتك.. وفتشونى وخدوا منى المحفظة وصور إخواتى وأمى الله يرحمها.. وأنا زعلت.. وبعد شوية لقيت 3 ماسكين إسلام ومكتفينه وراجعين بيه على نفس المكان.. ضابط أو أمين شرطة مش فاكر يومها.. لأن لبسه كان ملكى.. ضربنى وأهاننى وموجهش أى كلمة لصاحب العربية ولا لرجالته اللى كسروا المكنة بتاعتى.. وقالوا لنا امشوا.. ولو ليكم حق تعالوا خدوه من القسم.. وسلموا بطاقتى وحاجتى لصاحب العربية.. ومشينا أنا وإسلام.. بصراحة كنت بأغلى من جوايا.. طب صورة أمى وإخواتى البنات كده يبقوا فى إيد بياع زى ده.. كده عيب ولازم نتصرف ونرجع حاجتنا.. وقلت لإسلام: «يا صاحبى» لو عايز ترجع وناخد حقنا.. نرجع بس بعد يومين مش بكره.. لأن الناس دى بكره هتكون جاهزة.. لكن بعد يومين هتكون «هبطت» شوية ونسيت الموضوع من الزحمة ونروح نخلص «الضربة» بتاعتنا. الليلة يا شقاوة تانى يوم.. كان الأحد اللى فات.. وآخر النهار لقيت إسلام بيقول لى أنا خلاص غيرت رأيى وهنروح النهاردة على «بتاع الحمص» ونرجع حقنا.. أنا بصراحة كنت معترض عليه.. وقلت له هنضّرب تانى ومش هينفع.. قلبى كان حاسس إنها مش هتعدى على خير.. ولقيت جايب السواق ده واتنين تانيين.. والثلاثة دول هم.. محمد أحمد سليمان وحنفى حامد حنفى ومحمود جاد عزاز.. ميعرفوش حاجة خالص عن الموضوع.. قلت له يا إسلام انت هتظلم الشباب دول معانا.. قال لى لا، السواق ده كويس وهيعرف يجرى بالعربية واحنا ماشيين.. آه هو صغير.. بس شاطر وأنا عارفه كويس وبيشتغل فى السوق.. والمهم رحنا هناك وإسلام طلع فرد خرطوش.. وضرب طلقة واحدة فوق دماغ عيل شغال على العربية دى.. لأن صاحبها مكنش موجود.. وجرينا بالعربية.. وهى مجتش فيه.. لأن إسلام ضربها فوق دماغه عشان يخوفه مش أكتر.. مكنش عايز يأذيه.. كان بيعلم بس على العربية وصاحبها.. وجرينا بالعربية.. فى تجاه الجيزة ودخل يمين من عندى كوبرى عباس.. والواد اللى قال عليه بيسوق طلع ميعرفش حاجة ويلف يلف وييجى فى نفس المكان.. المكان ده مش عارف فى الدقى ولا على الكورنيش.. كنا زى التايهين وخايفين حد يكون بيمشى ورانا. كوبرى الدقى فجأة كده.. أنا راكب قدام وجنبى إسلام والسواق.. لقينا أمين شرطة بيقرب مننا.. ويقول اركن على جنب.. إحنا قلنا أمين الشرطة ده تبع العيال.. والعيال دى مسنودة.. والفرد وقع من إيد إسلام فى الدواسة.. وأنا مسكته وضربت طلقة منه فوق دماغ أمين الشرطة وقلت للسواق اجرى.. وجرينا بالعربية.. والسواق قال أنا دست واحد.. دست واحد.. قلت له كمل.. وفجأة لقينا قدامنا إشارة مقفولة.. يقصد إشارة فى شارع الجامعة التى تاخذك يمين إلى جامعة القاهرة وميدان الجيزة ويسارا فى تجاه مديرية الأمن.. ده كله اخد دقيقة ونص.. ولقيت عربيات كتير بتقف جنبنا وضرب النار اشتغل.. وأنا قلت للعيال اهربوا.. سيبوا العربية واهربوا.. وجريت والرصاص فوق دماغى وجنب رجليا وأنا باقول لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. أنا قلت خلاص أنا أكيد مت.. أو هاموت.. اللى كان بيجرى ورايا كان سريع.. وأنا وقفت بعد حوالى 300 أو 400 متر.. ولقيته مسكنى من هدومى من ورا.. وضربنى بمؤخرة البندقية اللى معاه وآدى آثار الخبطة أهى -ويشير إلى آثار جرح فى رأسه- اللى مسكنى ده قال لى: انتوا عايزين تغتالوا رئيس الوزراء يا كلب منك ليه تعالى معايا. «قفايا ورم» مسكنى من قفايا وأنا كنت هاموت من الخوف.. اغتيال.. يعنى اغتيال.. معفرش إيه ده.. «وسيادة الوزير» ده والله ما أعرفه.. ولا عمرى شفته.. أنا أصلا ماليش فى الجرايد.. ولا فى التليفزيون.. ويومها أقول للراجل: «إحنا بتوع حمص الشام».. إحنا ضربنا نار على الراجل بتاع الحمص فوق كوبرى عباس.. هو الوزير ده اسمه إيه.. يضربنى على قفاى.. والقلم يرن وهو بيقول: «ده مش وزير.. ده رئيس الوزراء اللى إنتوا ضربتوا عليه نار».. وأنا أحلف له بالله لا أعرفه ولا شفته.. الموضوع كده جه بالصدفة.. المهم اخدونا أنا وإسلام والسواق وجوه العربية كان فيه 2 تانيين معرفوش يتحركوا.. وخدونا وكتفونا بالحبال ورمونا فى مديرية أمن الجيزة.. والدنيا اتقلبت منعرفش ليه.. وشوية شوية.. عرفنا إن حظنا وقعنا فى سكة الراجل المهم ده.. وبعدين رحنا النيابة واستجوبونا وقلنا كل حاجة. سيجارة مشتعلة انا مدخلتش مدارس نهائى.. لكن أعرف أكتب وأستهجى.. وأكتب اسمى.. لكن ماليش فى الجرايد ولا التليفزيون.. اللى علمنى الزمن.. وقعدة القهاوى.. أنا بصراحة اتسجنت قبل كده 3 مرات.. مرة كان معايا سيجارة مشتعلة.. وقبل أن تستفهم منه عن السيجارة المشتعلة.. يحكى لك.. دى معناها انك بتشرب سيجارة بانجو أو حشيش والضابط أو الشرطة مسكتك بيها «متلبس».. وبيكتب فى محضره.. مسكناه ومعه سيجارة مشتعلة.. وفى المرة التانية والتالتة اتمسكت ومعايا مطواة.. آخر مرة اتسجنت كنت قبل الثورة.. وفى اليوم ده هربت.. كلنا هربنا.. كنت فى مركز شرطة أوسيم.. ورجعت بيتنا عادى.. وبعد أسبوعين أمى قالت لى سلم نفسك يا محمد.. وتسأله عن أمه: «مش قلت أن أمك ماتت؟».. يقول أنا لى 2.. أمى ومرات أبويا.. هما اللى الاتنين أمى.. وجدعان.. واللى ماتت دى مرات أبويا الله يرحمها.. والمهم أنا سلمت نفسى وأمى قالت لى يومها هيرجعوك.. لكن «لبست» سنة كاملة وطلعت.. لكن فيه ميزة فى السجن ده اتعلمت إنى أطبخ.. وبقيت شاطر فى الكبدة.. واشتغلت على عربية كبدة بعد ما خرجت ومشيت فى «السليم» لحد ما ربنا وقعنى فى «سكة الوزير دى».. اللى مش عارف لها آخر.. وبصراحة أنا عايز أقول حاجة للحكومة عشان فيه ناس هتروح فى الرجلين. 3 مظلومين بصراحة عشان الظلم وحش.. الثلاثة اللى معانا أنا وإسلام دول عيال غلابة وكانوا معانا صدفة.. وإسلام زى ما تقول كان «مغميهم» يعنى هم وافقوا ييجوا على أساس اننا طالعين شغل بالعربية.. لا ليهم فى المشاكل ولا الضرب ولا حاجة خالص.. وأنا وحدى ومعايا إسلام اللى مسئولين.. عشان ظلم الناس دى حرام.. أنا اتظلمت كتير قبل كده ومش عايز حد يتظلم.. أنا أبويا سابنى ومعايا أمى وإخواتى وعمرى 14 سنة.. من ساعتها لا شفته ولا أعرف عنه حاجة خالص.. لحد ما كبرت واتجوزت.. حتى جوازى اتظلمت فيه.. حبيت مراتى.. واتجوزنا.. وربنا كرمنا بعد 4 شهور.. وكانت حامل.. وأهلها حضروا عندنا فى البيت وأخدوها بالعافية وأجهضوها.. وأجبرونى أن أطلقها.. لأنهم مكنوش موافقين على الجواز.. ويومها حاولت أنتحر.. وقطعت شرايين إيدى ونقلونى المستشفى. رئيس الوزراء عند الحلاق. رغم الضرب اللى «كلناه» واحنا فى الطريق للمديرية.. لكن أنا كنت مركز.. سمعت حد من الضباط بيتكلم مع زميله.. ويسأله إيه اللى حصل.. وقال له: «إحنا اتحركنا على صوت ضرب النار.. وطلعنا على المكان.. ومسكنا العيال.. ورحنا بيت رئيس الوزراء.. ومكنش هناك.. وجنب البيت كده تلاقى شارع يمين.. وهناك فيه حلاق وهشام بيه دخل هناك وقعد والحلاق ده بتاعه.. اللى بيحلق عنده.. وأنا بصراحة استغربت.. وضحكت كده.. يعنى رئيس الوزراء مع ضرب النار ده.. والخضة دى و«الأكشن».. إيه اللى خلاه يروح للحلاق.. مش عارف.. نفسى أعرف ليه راح للحلاق.. وإحنا ليه رحنا لبتاع الحمص.. وليه جينا هنا؟.. مش عارف.