بعد تخفيف عقوبته.. كل ما تريد معرفته عن "مانينج" مسرب المعلومات ل"ويكيليكس"

رغم صدور حكم بسجنه 35 عامًا، وقضائه ما يقرب من 4 أعوام منهم، لتسريبه أكبر كم من المعلومات في تاريخ "ويكيليكس"، قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في آخر قراراته وخطوة غير متوقعة، تخفيف عقوبة الجندي السابق "برادلي مانينج" بالقوات البرية الأمريكية والإفراج عنه مايو المقبل، ضمن قرارًا رئاسيًا، يشمل العفو عن 64 شخصًا، وتخفيف الأحكام الصادرة بحق 209 آخرين.
كيف تمكن "مانينج" من تسريب المعلومات إلى "ويكيلكيس"؟
ولد "برادلي" في 17 ديسمبر 1987، والتحق بالجيش الأمريكي وهو في سن ال18، وفي عام 2009، تم إلحاق "مانينج" بوحدة عسكرية بالقرب من بغداد، كجندي أول محلل استخبارات في القوات البرية الأميركية، وهو ما مكنه من إمكانية الإطلاع على قواعد البيانات، التي تستخدمها الولايات المتحدة في تخزين معلومات سرية، ومن ثم قام بتسريب أكثر من 70 ألف وثيقة سرية إلى موقع "ويكيليكس"، تم نشرها بين أبريل ونوفمبر 2010.
ومن بين تلك المعلومات المسربة مئات التقارير عن حوادث وقعت في جبهات أفغانستان والعراق، وملفات بعض السجناء في "جوانتانامو"، وكذلك حوالي 250 ألف برقية دبلوماسية لوزارة الخارجية الأمريكية، وشريط فيديو يظهر غارات جوية، تم تنفيذها على الأراضي العراقية، وأدت إلى مقتل مدنيين.
وعلى الفور، تم إلقاء القبض عليه في مايو 2010 بالعراق، وأصدر القضاء العسكري الأمريكي، في أغسطس 2013، حكمًا بسجنه لمدة 35 سنة، وتم تسريحه بشكل اعتبره كثيرون "غير مشرف".

ماذا بعد السجن؟
تم سجن "مانينج" في زنزانة انفرادية منذ مايو 2010، حاول فيها وخلال الأربع أعوام السابقين الانتحار مرتين، وهو ما دفع عدد من النشطاء إلى تشكيل لجنه لدعم والمطالبة بإطلاق سراحه.

كيف تحول جنسيًا؟
وبعد مرور وقت قليل على محاكمته وسجنه، أعلن الجندي السابق عن رغبته في تغيير جنسه والتحول لإمرأة، وتغيير اسمه إلى "تشيلسي"، وهو ما أثار جدلًا ضخمًا وقتها، إلى أن صادقت عليه محكمة ولاية "كانزس"، رسميًا، في 2014.
وفي خطوة غير مسبوقة بالنسبة للقوات المسلحة في البلاد، سمحت السلطات الأمريكية ل"مانينج"، بتلقي حقن هرمونات نسائية للتحوّل إلى امرأة، وهو لا يزال مسجونًا في "فورتليفينوورت"، في فبراير 2015، وأصدرت عقب ذلك محكمة الاستئناف في واشنطن، حكمًا نهائيًا أقرّت فيه بأن "مانينج" امرأة.
وفي نوفمبر الماضي، أضربت "تشيلسي"، 30 عامًا، عن الطعام، وحاول الانتحار للمرة الثانية نتيجة عدم إعطائه حقن الهرمونات.

ماذا بعد قرار تخفيف العقوبة؟
مثلّ القرار لموقع "ويكيليكس" انتصارًا، حيث نشر في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "انتصار: أوباما يخفف الحكم الصادر بحق تشيلسي مانينج من 35 عاما إلى 7 أعوام، وإطلاق سراحه في 17 مايو".
وجاء ذلك، بعد أيام من إعلان مؤسس "ويكيليكس"، "جوليان أسانج"، استعداده لتسليم نفسه إلى الولايات المتحدة إذا ما وافق أوباما على العفو عن "مانينج"، ليدون اليوم من جديد عبر "تويتر": "شكرًا لكل من شارك في الحملة للعفو عن تشيلسي مانينج، إن شجاعتكم وتصميمكم جعلا المستحيل ممكنًا".
وكان مؤيدو "مانينج"، يعولون على عفو يصدره أوباما قبيل انتهاء ولايته، مع أن البيت الأبيض سبق أن استبعد هذا الأمر.