فى البداية أكد الدكتور كمال درويش، رئيس نادى الزمالك الأسبق، أن النواحى الاقتصادية والخبرات التدريبية هى التى تحكم عملية التعاقد مع المدربين الأجانب، مشيراً إلى أنه خاض تجربة التعاقد مع عدد من المدربين الأجانب خلال رئاسته للقلعة البيضاء منهم البرازيلى كارلوس كابرال والبرتغالى فينجادا، وأن التعاقد معهما كان من خلال الاطلاع على السيرة الذاتية الخاصة بهما وتقييمها من خلال مجموعة من خبراء النادى ولم يتدخل وسطاء أو وكلاء فى التعاقد معهما. أضاف درويش أن مجلس إدارة النادى يحكمه الشأن المادى والتمويل من بعض رجال الأعمال عند التعاقد مع مدرب أجنبى، مؤكداً أن كابرال كان ضعيفا للغاية من النواحى التدريبية رغم أنه حقق نتائج طيبة خلال الفترة التى تولى خلالها تدريب الزمالك، وكان من الخطأ إعادته للفريق مقارنة بفينجادا الذى يعد من أفضل المدربين الذين عملوا بالدورى المصرى لما لديه من خبرات تدريبية على أعلى مستوى. واعتبر عدلى القيعى، مستشار التسويق لمجلس إدارة الأهلى، وجود المدرب الأجنبى مفيدا فى كثير من الأحيان حيث يتميز بنقل الفكر الاحترافى بعيدا عن العواطف ويعمل بصورة منظمة لكن الاعتماد على المدرب الأجنبى له جانب سلبى حيث يريد أن يكون كل شىء جاهزا ولا يبنى بل يعمل على الجاهز بعكس المدرب المصرى الذى يميل للبناء بصورة أكبر لكن عيب المدرب المصرى أنه يتأثر بما يدور حوله وما يكتب عنه ويكون نفسه قصيرا. وأضاف القيعى أن النواحى المادية لها تأثير كبير فى تحديد نوعية المدربين الأجانب حيث تكون رواتبهم أعلى من المدرب المصرى، وأوضح أن المدرب المصرى نفسه يحصل على راتب أعلى إذا قام بالتدريب خارج مصر. وفى النهاية أوضح القيعى أن فلك المدربين الأجانب يدور فى مصر حول عدد محدود من المدربين الذين يتم جلبهم أكثر من مرة بسبب خبرتهم بطبيعة اللاعب المصرى ودرايتهم بظروف الأندية لاسيما إذا ما عمل فى ناد واحد أكثر من مرة فيكون لديه فكرة كبيرة عن كافة الأمور التى تخص هذا النادى. وأرجع حلمى طولان، المدير الفنى لحرس الحدود الذى عمل مدربا عاما مع الألمانى أوتوفيستر بفريق الزمالك موسم 1999، الظاهرة إلى أن الخيارات المطروحة قليلة، بالإضافة إلى تخوف الأندية من الفشل مع مدرب جديد على الكرة المصرية، ويفضلون اللجوء إلى مدربين أجانب سبق لهم التعامل مع الكرة المصرية. وقال طولان: تجربتى مع أوتوفيستر كانت ناجحة، وعمل خلالها لمصلحة النادى، ولتحقيق انتصارات وإنجازات، ويكفى الحصول على أول دورى بعد فترة غياب طويلة وصلت إلى 7 سنوات، وسط العمل دون التدخل فى الاختصاصات. وتابع: كنت مسئولا عن الجانب الإدارى والحفاظ على حقوق اللاعبين مما أدى لتحسن النتائج والحصول على البطولات قبل أن يتدخل المخربون من مجلس إدارة النادى وقتها لإفساد الأمور، مما دفعنى للرحيل. وقال: كنت سببا فى عودة أوتوفيستر حيث استطلع الراحل سيد متولى -رئيس نادى المصرى الأسبق- رأيى فى أوتوفيستر، وأكدت له أنه مدرب جيد وقادر على تحقيق نتائج طيبة مع وجود الثلاثى حسام وإبراهيم حسن وهيثم فاروق وبمجرد وصوله إلى مطار القاهرة وقتها أجرى اتصالا هاتفيا بى للاطمئنان علىّ. أما أسامة عرابى، المساعد السابق للبرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى الأسبق للأهلى، فقد أكد أن التركيز على مدربين بعينهم من أجل تولى القيادة الفنية سلاح ذو حدين وله سلبيات وإيجابيات حيث يدفع نجاحه فى ناد إلى أن يسعى ناد آخر للتعاقد معه ومع اختلاف الظروف يفشل المدرب فى تحقيق نفس النتائج. وقال عرابى إن جوزيه مدرب ناجح، وحفر اسمه فى تاريخ الكرة المصرية وأسهم فى صنع جيل من اللاعبين ما زال مستمرا مثل أبوتريكة وبركات ومتعب، وأعاد لاعبى الأهلى للمنتخب بعد فترة غياب وكانوا النواة الأساسية فى الحصول على ثلاث بطولات أمم أفريقيا، فضلا عن ارتباط الجماهير به نفسيا وهو ما كان سببا فى إعادته. وواصل: تعلمت من جوزيه الكثير خلال فترة ال3 سنوات التى قضيتها معه، والفصل بين علاقتى باللاعبين داخل وخارج الملعب، ويرى عرابى أن جوزيه قادر على العودة لمصر مجددا وتحقيق انتصارات جديدة مع الأهلى، أما عدم تحقيق نجاحات فى أماكن أخرى فهو أمر طبيعى، وأن «الكيميا» بين النادى والمدرب تساعده على النجاح. أما محمود الخواجة، المدرب العام مع البرتغالى نيلو فينجادا عام 2003، فأكد أنه يفضل أن يتناوب على الأندية أكثر من مدرب فوجود أكثر من مدرسة كروية يفيد الكرة المصرية، واعتبر المدرب البرتغالى الأفضل للتعامل مع الكرة المصرية فأبرز المدربين الذين نجحوا مع الأندية كانوا برتغاليين فهناك جوزيه مع الأهلى وفينجادا مع الزمالك وفى الوقت الحالى جورفان فييرا مع الزمالك. وأضاف الخواجة أن فينجادا مدرب جيد للغاية وله بصمة وأكبر دليل البطولات التى حصل عليها فهو مدرب يحترم عمله ومنظم جداً بالإضافة لاهتمامه بالانضباط السلوكى والخططى وهو ما ساعد على نجاحه، بالإضافة لشخصيته الصارمة، وبالتالى فإن عودته بعد عدة سنوات لتدريب المنتخب الأولمبى كانت أمرا طبيعيا فهو مدرب جيد ولكن الظروف لم تساعده على تحقيق حلم الصعود لأولمبياد بكين 2008. وقال: «فينجادا استطاع فهم عقلية اللاعب العربى نتيجة كثرة التجارب التى خاضها فى الفترة التى قضاها بالخليج واستطاع تكوين علاقات صداقة مع لاعبى الفريق خلال الفترة التى قضاها داخل نادى الزمالك، وبشكل عام فقد تعلمت منه أنا وكافة المدربين فهو لم يكن يتأخر فى تقديم يد العون لأى مدرب خلال الفترة التى قضاها مع الفريق». أما ماهر همام، نجم الأهلى السابق، فقد عمل مدربا عاما خلال فترة الثنائى الألمانى هولمان الذى تولى المهمة لمدة 3 سنوات ثم مواطنه تسوبيل وكلاهما عاد مرة أخرى حيث تولى تسوبيل تدريب إنبى وفى الوقت الحالى الجونة أما هولمان فعاد عام 2008 لتولى تدريب الزمالك. وقال همام: إن الأهلى وقت التعاقد مع هولمان كان يحتاج إلى تغيير دماء وتطبيق فكر جديد وكان صالح سليم محقاً فى التعاقد مع المدرسة الألمانية ونجح هولمان وتسوبيل فى تحقيق طفرة كبيرة للفريق الأحمر. وأضاف همام أن كلا من هولمان وتسوبيل ركز على عامل اللياقة البدنية والجانب الخططى والضغط على الخصم بشكل كبير بالإضافة لثقافة الفوز خلال الفترة التى قضاها الثنائى، وكان من الطبيعى أن ينجح الثنائى فى جعل الأهلى يقدم مستوى طيبا، كما اهتم بشكل كبير بالانضباط الخططى. وعن علاقته بتسويبل أكد أنه صديق شخصى له وكان يرغب فى ضمى للجهاز الفنى للجونة. وتابع: تعلمت كثيرا من المدرستين هولمان وتسوبيل من الناحية الخططية والاهتمام باللاعب والالتزام داخل وخارج الملعب. وعن سر فشل هولمان فى تجربته الثانية مع الزمالك أكد أن المناخ داخل الأهلى مختلف تماماً وهو ما أثر عليه، وفترة عمله كانت مليئة بالمشاكل ولم تساعده على التألق خلال الفترة التى قضاها وكان من الطبيعى أن يرحل عن الزمالك قبل حتى منتصف الموسم عكس الأهلى الذى استمر به لمدة 3 سنوات متواصلة. أما محمود جابر، مدرب الإسماعيلى السابق، فعمل مع الألمانى ثيو بوكير ويرى أن اسم المدرب هو الذى يحدد تدريبه أكثر من نادٍ بشرط النجاحات. وتجربة بوكير كانت ناجحة بكافة المقاييس ولكن عددا من المشاكل جعلته يرغب فى الرحيل، منها رفض يحيى الكومى رئيس النادى وقتها منحه كافة مستحقاته فى الفترة التى قضاها مع الفريق على الرغم من أنه كان له دور فى تطوير مستوى العديد من النجوم مثل عبدالله السعيد وعبدالله الشحات حيث دفع بهما من فريق الشباب بالإضافة لعمر جمال الذى قدم أفضل مستوياته مع الفريق، وأكد أن سر نجاحه فى قدرته على فهم طبيعة اللاعب المصرى وأسلوبه وكان من الطبيعى أن يستمر فى الملاعب العربية خلال الفترة التى قضاها، وبشكل عام بوكير مدرب جيد ووجوده فى أكثر من نادٍ أضاف الكثير للكرة المصرية. أما طارق يحيى، المدير الفنى السابق لهجر السعودى، فقد تحدث عن ظاهرة توالى المدربين على الأندية، مؤكدا أنه فى حالة أن يكون المدرب الأجنبى محترما وله اسم فى مجال التدريب فأهلا بوجوده، لكن الكل يستفيد من الفترة التى يقضيها فى مصر أما المدرب فعندما يكون لديه الخبرة والقدرة على التعامل النفسى مع اللاعبين سيكون أمرا طيبا وهو أفضل من يكون مدربا من «اللى ع القهوة» وليس لديه أى مميزات والطبيعى كان يمر بالفشل خلال الفترة الحالية. وأضاف يحيى أنه ليس بالضرورى إذا نجح مدرب مع الأهلى أن ينجح مع نادٍ آخر بعدها فالوضع فى الأهلى مختلف عن أى نادٍ آخر؛ فالمدرب الذى يصنع فريقا ويتعاقد مع لاعبين مغمورين أفضل بكثير من مدرب يشترى نجوما ويحصل بهم على بطولات فهو أمر طبيعى قادر أى مدرب وطنى على تحقيقه. أما عن تجربته مع كابرال فأكد أن تجربته الأولى كانت جيدة بشكل كبير وحقق العديد من البطولات مثل دورى أبطال أفريقيا والدورى العام، حيث كان يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين مثل حسام حسن وحازم إمام وتامر عبدالحميد ومدحت عبدالهادى ومحمد أبوالعلا وغيرهم وقادر على التألق وكان يسمع كلام جهازه المعاون وتعتبر أفضل مميزاته هى إدارة المباريات لكنه لا يهتم بالتدريبات بنفس الشكل وكان المسئول عن التدريبات محمود سعد. أما فى الفترة الثانية عام 2005 فجاء لتصفية الحسابات بشكل كبير خصوصاً أنه رحل فى المرة الأولى بطريقة مهينة أثرت عليه بشكل كبير وجعلته غير قادر على النجاح بالشكل المناسب خصوصاً أنه تم التعاقد معه فى فترة كان من الصعب فيها استعادة الدورى من الأهلى الذى كان فى أفضل حالاته الكروية. أما أسامة نبيه، المدرب العام للزمالك، الذى يعمل مع فييرا المدير الفنى للفريق والذى عاد بعد فترة طويلة كان تولى فيها تدريب الإسماعيلى، فقد أكد أن الأهم أن يكون المدرب له إضافة للكرة المصرية. وعن تعامله مع فييرا أكد أنه مدرب رائع ويمتلك قدرة على تهيئة اللاعبين بشكل جيد للغاية وهو ما أدى للعديد من النجاحات الكبيرة حتى الآن. وأضاف نبيه أنه من الصعب الحكم على التجربة لكن كل المؤشرات تؤكد أنه قادر على تحقيق النجاح وإعادة البطولات للقلعة البيضاء خلال الموسم الجارى. وبخصوص قدرته على التعامل مع اللاعبين فإنه يركز على الجانب النفسى وهو ما أدى لقربه من اللاعبين وبقية الجهاز وهو سر نجاحه حتى الآن. أما معتمد جمال فتعامل مع كرول كلاعب ثم كمساعد مدرب ويكن له حبا كبيرا فقد أكد أنه مكسب من الناحيتين فقد عرف اللاعب المصرى وكان له العديد من الخبرات بحكم أنه كان لاعبا فى المنتخب الهولندى ونجح بشكل كبير فى الكرة المصرية. وأضاف أن كرول كانت لديه القدرة على استقطاب اللاعبين له وأكبر دليل على ذلك بمجرد أن يحرز لاعبو الزمالك هدفا كانوا يجرون عليه للاحتفال به والتأكيد على قدرته على قيادة اللاعبين على البطولات فبعد كأس مصر 2008 حاول ممدوح عباس التجديد له لكنه كان يمتلك عرضا مغريا من جنوب أفريقيا. وعما يتردد أنه مدرب أحمال فقط قال إنه كلام عارٍ تماماً من الصحة حيث إن الفوز بذهبية دورة الألعاب الأولمبية 1995 أكبر رد على المشككين وأنه صنع جيلا للكرة المصرية مثل حازم إمام وأحمد حسن وعصام الحضرى وعبدالستار صبرى وعلى ماهر وغيرهم وهو ما ساعد فى الحصول على بطولة الأمم الأفريقية 1998، وعن أجواء العمل معه أكد أنها ممتعة بشكل كبير واستطاع فيها كمعتمد أن يتعلم الكثير منه منها كيفية التعامل مع الفريق المنافس حيث كان يقوم بتفصيل كل مركز على حدة ليحفظ كل لاعب واجبات مركزه.