يغامر مرشحون من الأقلية الشيعية بحياتهم، في مدينة تحولت إلى مركز لأعمال العنف الطائفية في باكستان، متحدين تهديدات بالموت بخوضهم الحملة الانتخابية على أمل "إحداث فارق" في الانتخابات التشريعية المقررة السبت المقبل. ويشكل الشيعة 20% من سكان باكستان التي تعد 180 مليون نسمة أغلبيتهم من السنة، لكنهم مستهدفون أكثر فأكثر باعتداءات جماعات متطرفة تتهمهم بالكفر وبأنهم "أعوان إيران"، أكبر قوة شيعية في العالم. وقد شهدت مدينة كويتا العديد من الاعتداءات على هذه الأقلية، منها اثنان من أسوأ ما شهده تاريخ باكستان أسفرا عن سقوط نحو مئتي قتيل مطلع العام. وتبنت حركة عسكر جنقوي، الموالية لتنظيم القاعدة، تلك الاعتداءات التي استهدفت شيعة بصفة خاصة من قومية الهزارة المعروفة بقسماتها المنغولية. وبعد أعمال العنف تلك، تم تعزيز التواجد الأمني في المدينة لكن المرشحين الشيعة يجدون صعوبات في الخروج من أحيائهم لمقابلة الناخبين. وكان بإمكان رقية هاشمي، الشيعية الهزارة، أن تبقى في منزلها تتابع الحملة الانتخابية عبر التليفزيون على غرار العديد من مواطنيها الذين يشاهدون القنوات الإخبارية المتواصلة، لكنها قررت أن تكون أداة تغيير فعالة وأن تتطلع إلى مقعد نائب كويتا في الجمعية الوطنية، في سابقة بباكستان. وقالت الطبيبة، التي كانت عسكرية وهي مرشحة حزب الرابطة الإسلامية المعارض والعضو في الائتلاف الحاكم في إسلام آباد: "إنه تحد كبير أن تتجرأ امرأة من الهزارة، لكن بفضل الله أقاوم الصعوبات وصوتي يلقى استجابة". وتفاديا للتهديدات فضلت هذه المرأة، ذات ال62 سنة، والمفعمة بالحيوية، وزوجها المرشح إلى مقعد في الجمعية الإقليمية، القيام بحملة تواصل مباشر من منزل إلى منزل، بدلا من التجمعات الكبيرة، لأن الخطر موجود. وقبل أسبوعين فجر انتحاري سيارته المفخخة عند مدخل حي الهزارة متسببا في مقتل ستة أشخاص. وأعرب عبد الخالق هزارة، زعيم حزب الهزارة الديمقراطي، وهو حزب محلي صغير، عن خوفه من أن يكون ذلك الاعتداء استهدفه شخصيا، وقال: "إن الحكومة وعدتنا والشرطة أيضا بتعيين حراس لنا، لكن منذ شهرين لم يأت سوى حارس واحد، فكيف يمكنني أن اتنقل بحارس واحد في أحياء ما زال فيها الخطر الإرهابي موجودا باستمرار". غير أن قائد شرطة كويتا، مير زبير محمود، أكد أن إجراءات حماية اتخذت لكل المرشحين الذين طلبوها، وأن التهديدات بالهجوم مبالغ فيها "في بعض الأحيان".