يبدأ العاهل الإسباني فيليبي السادس، يوم السبت المقبل، زيارة رسمية تستغرق 3 أيام إلى الرياض بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان، قد تشهد عقد صفقة بين البلدين لبيع المملكة طرادات إسبانية، حسب ما ذكرت الصحف. ويثير احتمال أن تفضي العلاقة الوثيقة بين إسبانيا والسعودية، إلى إبرام هذا العقد الكبير استياء منظمات غير حكومية تندد بدور السعودية في اليمن حيث تقود تحالفا بدأ تدخله في أواخر مارس 2015 دعما للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم. ووجهت اتهامات عدة إلى التحالف بقتل مدنيين في الغارات الجوية التي ينفذها في اليمن. وربطت الصحف الإسبانية بين الزيارة، وصفقة لبيع طرادات من نوع "أفانتي 2200" تقدر قيمتها بملياري يورو على الأقل. وقال ناطق باسم الشركة العامة للتصنيع البحري "نافنسيا" لوكالة "فرانس برس"، "يمكننا فقط أن نؤكد أن المفاوضات في مرحلة متقدمة جدا لصنع 5 سفن حربية يمكن أن تباع إلى البحرية السعودية". وتقول الصحفية آنا روميرو، مؤلفة كتاب عن الملك خوان كارلوس الأول الذي تولى السلطة بين 1975 و2014، أن والد الملك الحالي "أقام على الدوام علاقة شخصية استثنائية مع العائلة المالكة السعودية، ما شجع كثيرا العلاقات الاقتصادية". وتضيف أنه كان "صديقا مقربا"، من الملك فهد الراحل الذي تولي الحكم بين 1982 و2005، ولا يزال مقربا من شقيقه الملك سلمان بن عبدالعزيز. وكان الملك فهد أهدى خوان كارلوس، أول يخت له، وكانا يلتقيان على الدوام خلال الإجازات إما في فرنسا وإما في قصر العاهل السعودي الراحل في ماربيا، المنتجع البحري الإسباني الذي لا يزال يزوره أفراد العائلة المالكة السعودية. وفي العام 2013، لعب خوان كارلوس دورا حاسما في منح كونسورسيوم إسباني عقدا بقيمة 6,7 مليار يورو لتسيير قطارات سريعة في وسط الصحراء السعودية وصولا إلى مكة. في 2015، وصف الخبير الاقتصادي والناشط اليميني إركادي أوليفييريس الذي كان يحلل رحلات خوان كرالوس، هذا الآخير بأنه "أكبر بائع أسلحة لدى إسبانيا". وتقول آنا روميرو، "إن الشبهات لا تزال تحوم حول خوان كارلوس أنه كان يمارس ضغوطا كبرى ليس فقط من أجل إسبانيا، وإنما لمصلحة أصدقائه أو مقاولين مقربين منه أو حتى لنفسه". وتضيف "لكن كل شيء اختلف مع فيليبي السادس حيث لا يعتقد أحد أن بإمكانه القيام بأمر كهذا، ولم يعد المقاولون الأسبان يسافرون معه كما أن رحلاته أصبحت خاضعة أكثر لمراقبة الدولة". وقال النقابي من القطاع البحري رامون سارميينتو لوكالة "فرانس برس"، "إن فرقاطة من الجيل الجديد يمكن أن تكلّف 700 إلى 800 مليون يورو. وإذا كان الحديث يتناول خمس فرقاطات فذلك يمكن أن يؤمن عملا لعشر سنوات "للورش البحرية في جاليسيا (شمال غرب) والأندلس (جنوب)". وحسب الموقع الإلكتروني الإخباري "إنفوديفنسا"، فالعقد يمكن أن يخلق "حوالي ألفي وظيفة مباشرة". لكن يجب توخي الحذر في هذه المسألة لأن عائدات السعودية تراجعت خصوصا بسبب تدهور أسعار النفط. كما أن المنافسة شديدة. وتأمل فرنسا، خصوصا في بيع الرياض نوعا آخر من الطرادات لأسطولها في البحر الأحمر، كما يؤكد مصدر في مجموعة الصناعة البحرية العسكرية الفرنسية. ويتساءل الخبير في مبيعات الأسلحة لدى منظمة العفو الدولية - إسبانيا البرتو استيفيز عن شرعية العقد بغض النظر عن البائع.