بينما يتمتع صفوت الشريف وفتحى سرور وزكريا عزمى بحريتهم، يقبع المناضل أحمد دومة فى حبسه لأنه عارض مرسى وإخوانه وأراد لثورة الشعب المصرى أن تكتمل، «دومة» مسلوب الحرية، ومرسى الإخوانى يتصالح مع حسين سالم ورجال النظام السابق من أجل الأموال، ويتسامح نائبه العام مع من سرق ونهب ومص دماء الشعب طوال سنوات، «دومة» محبوس بإيعاز من مرسى صاحب كلمة «الثوار فى القلب» التى حولها فى شهور إلى «الثوار فى السجن أو القبر»! «دومة» محبوس لأنه يناضل ضد الظلاميين وجماعات الإظلام السياسى، «دومة» محبوس لأنه صدّق رجال أمن مرسى الذين طلبوه ليشرب قهوة فحبسوه فى طنطا بتهمة إهانة رئيسهم، «دومة» محبوس ويحاكم بقانون عقوبات لم تفلح ثورة فى حذف إهانة الرئيس منه، «دومة» محبوس لأنه كان مخلصاً لشارع رغب فى التغيير، «دومة» محبوس لأنه يكره الخراف وطاعة القطيع، دومة والثوار محبوسون لأنهم وقود الثورة الجديدة التى ستقتلعهم، وتذكروا «أول الثورة ظلم»، فالكراهية زرعها «المظلمون» وسيحصدون نتائجها وسيأتى يوم سينصرف الجميع عنهم، ولن يدافعوا عنهم فى لحظة القصاص، ولن يجدوا سوى ذوى القلوب المدافعين عن الحق فى الحياة، يومهم قريب، أقرب مما يتصورون، وإذا طالت الأيام فإنها فرصة للنضوج؛ نضوج الفعل الذى يسحق الكذب والانفرادية! «دومة» محبوس لكنه حر طليق فى مقابل ساكن فى القصر لا يملك قراره أو حريته، «دومة» محبوس لكنه يمرح فى حدائق العزة والنبل، بينما يتحرك مرسى وسط حراسه خائفاً مذعوراً، «دومة» يشعر بالكرامة فى مقابل إحساس دائم لدى «المظلمين» بالتبعية والمهانة، «دومة» رئيس لجمهورية المخلصين المحبين لوطنهم ومرسى لم يعد رئيساً منذ شهور، «دومة» محبوس لأنه يطلب القصاص من رئيس هارب من السجن، «دومة» محبوس لأنه لا يخشى بطش «المظلمين» أو آلة القمع، «دومة» محبوس لأنه يعريهم ويفضحهم، «دومة» محبوس لأنه لم ييأس أو يحبط، فعقيدته أن «الثورة لم تكتمل»، «دومة» محبوس لأنه لم يكن ممن حاصروا المحكمة الدستورية أو الأمن الوطنى أو أهان القضاة، «دومة» محبوس لأنه يرى أن الحق هو الخلاص من جماعات «الإظلام السياسى» وسيادة العدل، «دومة» محبوس لأن الظلاميين لم يشتروه كما اشتروا المزوّرين والسماسرة وبعض شباب الميادين، «دومة» محبوس لأنه أخلص فى الدعوة لانتخاب مرسى لكى لا يأتى شفيق ومعه نظام مبارك، «دومة» محبوس وألسنة الإخوان تلعن الفلول فى العلن وتفاوضهم فى السر، «دومة» محبوس لأنه أيقونة الثورة ضد «المظلمين» ومكتب إرشادهم، «دومة» محبوس لأن مصر لديه وطن وليست مغنماً لجماعة سرية، «دومة» محبوس لأنه بصق على استحلالهم وتحللهم من الأخلاق والعهود، «دومة» محبوس لأنه لم يرضَ عن عملاء إيران وقطر فى المحروسة! «دومة».. أنت حر وهم عبيد!!.. أنت شريف وهم أهل الغدر والخيانة!!