شارك الآلاف من أنصار الجبهة الوطنية، اليوم، في مسيرة بباريس تصدرتها زعيمة الحزب مارين لوبن، التي اعتبرت أن فرنسا أصبحت اليوم "حبيسة ظلمات أوروبا". وبعد عام من انتخاب فرنسوا هولاند، نددت رئيسة الحزب اليميني المتطرف ب"استمرار حالة الظلام"، معتبرة نفسها "نور الأمل" للشعب الفرنسي، وذلك في كلمة ألقتها في ساحة الأوبرا بباريس في ختام المسيرة التقليدية للجبهة الوطنية في عيد العمال. وقالت إن البلاد "تنزلق في سياسة تقشف عبثية لا نهاية لها لأن الأمر يتعلق بإنقاذ نظام بأي ثمن، ولأنه يجب أن نقول اليوم نعم لبروكسل، ولبرلين بالتأكيد، وفي كل الأحوال لأقطاب التمويل ولخادمهم الأمين بنك فرانكفورت المركزي أو المفوضية الأوروبية". وبالنسبة لمارين لو بن، فإن الشعب الفرنسي "يدرك أن لا شيء تغير" منذ عام وأن البلاد "ما زالت في النفق نفسه". ومن الهتافات التي رددها الجمهور "هولاند.. ارحل" أو "فرنسا للفرنسيين". ومثل كل عيد عمال وضعت المسيرة إكليلا من الزهور أمام تمثال لجان دارك، القديسة الكاثوليكية ورمز الفخر بالنسبة لليمين المتطرف لأنها قادت القوات الفرنسية في معركة الانتصار على الجيش الإنجليزي في القرن الخامس عشر. وبعد عام على الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي حصلت خلالها على 17,9%، أعطت آخر ثلاثة استطلاعات للرأي لوبن 21 و22 و23% لتتساوى مع الرئيس هولاند أو تتجاوزه. وبعد أن اعتبر شعار الخروج من اليورو عائقا خلال حملتها الانتخابية، أعلنت زعيمة الجبهة الوطنية من الجديد الحرب على الاتحاد الأوروبي الذي أصبح رمزا للتقشف مطالبة أكثر من مرة بإجراء استفتاء شعبي على الخروج منه. وفي هذا الإطار تسعى مارين لوبن إلى الاستفادة من الرفض المتزايد لأوروبا لدى الرأي العام الفرنسي وجعل الانتخابات الأوروبية المقررة في ربيع 2014 بمثل استفتاء كبير ضد بروكسل.