«أتعهد بالعمل على مضاعفة الحد الأدنى لمعاش الضمان الاجتماعى ليصل إلى 300 جنيه، وإعادة النظر فى الحد الأدنى للمعاشات ليتناسب مع آخر دخل كان يحصل عليه صاحب المعاش فى وظيفته، والتطبيق الفعلى للحد الأدنى للأجور ليكون 700 جنيه للمؤهلات المتوسطة و840 جنيهاً للمؤهلات العليا».. هكذا قال الدكتور محمد مرسى قبل توليه منصب الرئيس. «محمد سويلم» مدرس لغة ألمانية يعمل بوزارة التربية والتعليم منذ أكثر من 10 سنوات يتساءل عن «وعد الرئيس»، فالمبلغ الذى يحصل عليه راتباً شهرياً يقل عن الحد الأدنى «اللى حطه مرسى»، والتعيينات الجديدة فى الوزارة لأصحاب المؤهلات العليا لا يزيد الأجر فيها على 540 جنيهاً، علاوة على أن العقود المبرمة مع الوزارة يقل الأجر فيها عن 220 جنيهاً للعقد الواحد، الأمر الذى يثير استغراب سويلم: «الواحد المفروض يعيش إزاى ب200 جنيه فى الشهر؟». تطبيق الحدين الأقصى والأدنى للأجور سيوفر لخزينة الدولة أكثر من 14 مليار جنيه سنوياً، ويقول المدرس الثلاثينى العمر، الذى يؤكد أن قيادات الوزارات الكبيرة تتقاضى مبالغ ضخمة: «مش عاوز ليه يطبق الحدين الأقصى والأدنى زى ما وعد؟ أكيد خايف من الحيتان الكبار». سافر «سويلم» إلى أوروبا عدة مرات ورأى فيها كيف يمكن للإنسان أن يحيا بكرامة، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر ليتقاضى «أقل من 3 يورو فى اليوم»، الأمر الذى يتسبب فى حدوث ضغط شديد عليه: «أنا مرتبى الأساسى 246 جنيه، بعد الحوافر والمكافآت وإقرار الكادر باخد 817 جنيه يعنى محصلتش اللى قال عليه الرئيس». يؤكد الشاب أن مرسى لم يلتزم بوعوده تجاه الطبقات المطحونة، التى تعانى من فقر مدقع، ما يبشر بحدوث «ثورة جياع».