يجب متابعة جهود رئيس الجمهورية فى محاولة إنجاح زيارته الحالية لموسكو وذلك لأسباب متعددة يمكن إجمالها على النحو التالى: أولاً: أنها تأتى فى وقت هناك نوع من الغموض والغيوم فى سماء العلاقات بين القاهرةوواشنطن. ثانياً: أنها محاولة ذكية لفتح جسور لموسكو مع دولة مطلة على البحر المتوسط بعدما أصبحت التسهيلات البحرية الروسية الموجودة فى الموانئ السورية الآن موضع خطر وتساؤل فى حال سقوط النظام السورى. ثالثاً: أنه ما زال الجيش المصرى، رغم تنويعه لمصادر السلاح، يستخدم أسلحة روسية فى مجالات مختلفة وهى بحاجة إلى قطع غيار أو تطوير فى النوعيات أو الدرجات، وسوف يظل هذا الملف المهم هو إحدى ركائز العلاقات بين البلدين. رابعاً: أن مصر الآن بحاجة ماسة إلى شحنات من القمح الروسى فى وقت هناك انخفاض فى الاحتياطى المطلوب لتأمين مخزون القمح فى البلاد. وأزمة القمح الروسى هذا العام كبيرة بسبب شح الإنتاج بشكل ملحوظ. خامساً: أن العلاقات الروسية - الأمريكية أصبحت تلعب الآن دوراً كبيراً فى حسابات وتوازنات الرئيس أوباما فى دورة ولايته الثانية ويمكن دائماً التأثير على واشنطن من خلال بوابة موسكو إذا ما دخلت تلك العلاقات فى مرحلة المقايضات السياسية. إذن الزيارة فى اتجاهها وتوقيتها وأهدافها بالغة الأهمية، ولكن يبقى السؤال: هل تم التحضير لها بشكل جيد، وهل هناك صيغة واضحة وصريحة لعقد اتفاقات فى شكل صفقات مع «التاجر الماهر» فلاديمير بوتين؟ هذا ما ستكشف عنه نتائج الزيارة.