نفى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يقوم بجولة في غرب إفريقيا، رغبة إيران في حيازة القنبلة النووية، منتقدا الموقف "الاستعماري" للبلدان الغنية التي تستغل البلدان الفقيرة. ووصف الرئيس الإيراني الطاقة النووية بأنها "نعمة إلهية" تؤمن الكهرباء بسعر معقول. وقال، في كلمة ألقاها بجامعة بنين: "يوجهون إلى إيران التهم، على غرار كل البلدان التي تسعى إلى الانعتاق سريعا من الهيمنة الحالية". وأضاف: "لا نحتاج إلى القنبلة النووية. على كل حال، ليست القنبلة النووية هي التي تهدد العالم، وإنما الأخلاق والثقافة الغربية الخالية من القيم". وتشتبه البلدان الغربية وإسرائيل في أن طهران تخفي برنامجا عسكريا يهدف إلى صنع القنبلة النووية تحت غطاء الأنشطة النووية المدنية، فيما تنفي طهران هذه الاتهامات، وتؤكد أنها تطور برنامجها النووي لغايات طبية وتأمين الطاقة فقط. وأعربت الولاياتالمتحدة قبل أيام عن "قلقها الشديد" من تدشين منجمين ومجمع لإنتاج اليورانيوم في إيران، فيما تتعثر المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني. ويعتبر الرئيس الإيراني، الذي وصل إلى بنين مساء الأحد وغادر كوتونو بعد ظهر الاثنين متوجها إلى النيجر، أحد أوائل المنتجين العالميين لليورانيوم. وانتقدت النيجر في الفترة الأخيرة شراكة تاريخية "غير متوازنة على الإطلاق" مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، التي تستثمر مجموعتها اريفا اليورانيوم في شمال البلاد منذ أكثر من 40 عاما. ويُرسل اليورانيوم النيجيري عبر موانئ بنين للتصدير، لكن وزير خارجية بنين شدد على أن مسألة اليورانيوم لن تُطرح خلال زيارة الرئيس الإيراني. وتقول سلطات بنين إن المناقشات بين إيران وبنين تتمحور حول الزراعة والتعليم والطاقة. وفي تصريح أدلى به قبل مغادرته كوتونو، قال أحمدي نجاد للصحفيين إن منجمي اليورانيوم اللذين دشنا الأسبوع الماضي في إيران سيكفيان لتحقيق طموحات بلاده. وخلال الكلمة التي ألقاها في جامعة بنين، أدان الفكر الاستعماري للبلدان المتطورة التي تستغل البلدان الفقيرة. وأضاف أن "الفكر الاستعماري لم يتلاشَ بعد، وحدها الطريقة تغيرت، لكن المنظومة ما زالت قائمة". وقال: "من أجل أن ينقذوا اقتصادهم، يفرضون الحرب في كل مكان لتغطية فشلهم وفشل النظام الرأسمالي". وفي النيجر، تم استقبال الرئيس الإيراني بالترحاب من قبل الذين يعتبرون أن على هذا البلد الفقير الانفتاح على شراكات جديدة من أجل بيع اليورانيوم الذي يملكه. وقال نوهو أرزيكا، أحد كبار ممثلي المجتمع الأهلي النيجيري: "بات علينا أن نأخذ مصالحنا في الاعتبار، ونبيع اليورانيوم الذي نملكه إلى من نشاء، بما في ذلك إيران". وزار وزير الخارجية النيجيري طهران في فبراير. وهذا البلد في غرب إفريقيا هو المنتج العالمي الرابع لليورانيوم. وقال محمدو دجيبو سمايلا، رئيس نقابة الطلبة في جامعة النيجر، التي نظمت تظاهرة احتجاجا على شركة اريفا النووية الفرنسية العملاقة: "نحن دولة تتمتع بالسيادة، ونتعامل مع من نشاء". وشدد على أن "اليورانيوم الذي نملكه هو بترولنا، سنبيعه لمن نشاء". والعلاقات بين إيران والبلدان الإفريقية ليست دائما مثالية، فقد أثر خلاف دبلوماسي في 2010 على العلاقات بين إيران ونيجيريا، أكبر البلدان الإفريقية من حيث عدد السكان والمنتج الأول للنفط في القارة، عندما احتجزت في مرفأ لاجوس سفينة آتية من إيران محملة بالأسلحة. وتقول طهران إن الأسلحة التي كانت مصنفة "معدات بناء" كانت مرسلة إلى جامبيا، إلا أن بانجول نفت ذلك. ومن المشبوهين في هذه القضية عضو مفترض في الحرس الثوري الإيراني.