تظاهر الآلاف، أمس، فى ميدان التحرير ضمن جمعة «غضب الفقراء»، معلنين العصيان ضد الرئيس محمد مرسى ونظامه، وعبّروا عن رفضهم قرار وزارة الأوقاف بمنع التعامل مع الكنيسة الإنجيلية من خلال مسيرة انطلقت من مسجد عمر مكرم لكنيسة قصر الدوبارة تحت شعار «الوطن مزقه الإخوان»، كما تحدى الشيخ مظهر شاهين قرار إيقافه وألقى خطبة الجمعة بالمسجد. ووُجد «شاهين» داخل مسجد عمر مكرم منذ الصباح الباكر رغم قرار إيقافه، مؤكداً أنه لن يترك موقعه لأنه «غير مخطئ»، وقرار إيقافه عن العمل غير قانونى، ما دفع الشيخ إسلام هشام، الخطيب المكلف من الوزارة، للانصراف من المسجد قائلاً: «لن نتعارك داخل بيت الله». وقال «شاهين» خلال خطبته: إن «عمر مكرم» سيظل مسجداً للثورة، ولو كانت تهمتى أننى تحدثت عن سنة الرسول والدفاع عن الأزهر هى السياسة.. فليحاسبونى، مؤكداً أن دفاعه عن الأزهر خلال الخطب السابقة هو «دفاع عن الأمن القومى لمصر»، موضحاً أن إصراره على إلقاء الخطبة هو للدفاع عن «العمامة والمنابر» التى لن يتحكم فيها أحد ب«جرة قلم». وأوضح أنه لم يخلط مطلقاً السياسة بالدين فى خطبه، بل فقط تحدث عن صحيح الإسلام، ضارباً المثل بخطبته عن تعيين نجل الرئيس مرسى فى مطار القاهرة، قائلاً: «قارنت الموقف بمواقف أبناء عمر بن الخطاب وعمر بن العزيز»، مستطرداً: «يا حسرة على المشروع الإسلامى الذى صار مشروعاً للكذب والرياء»، متهما النظام الحالى بأنه يريد من الأئمة أن ينافقوا الحكام، مشيراً إلى أن خلط الدين بالسياسة «إما حرام على الجميع وإما حلال للكل». وقال: «المساجد الآن توزع على تجار الدين». وأدى «شاهين» صلاة الغائب على شهداء الثورة عقب صلاة الجمعة، بحضور الشيخ صبرى عبادة، وكيل وزارة الأوقاف. وعقب صلاة الجمعة، نظم آلاف المتظاهرين مسيرة من مسجد عمر مكرم باتجاه كنيسة قصر الدوبارة بمشاركة عدد من الرموز السياسية، أبرزهم حمدى الفخرانى، النائب البرلمانى السابق، والدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، وأحمد طه النقر، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، والشاعر مدحت العدل، للتنديد بأحداث الكاتدرائية ولإعلان رفضهم لقرار وزارة الأوقاف منع التعامل مع الكنيسة الإنجيلية. وردد المتظاهرون هتافات: «الشعب يريد إسقاط النظام» و«مسلم ومسيحى إيد واحدة» و«يسقط حكم المرشد»، فضلاً عن رفع لافتات: «لا لأخونة الأزهر» و«الدين لله.. والوطن مزقه الإخوان». وسمحت إدارة الكنيسة ل«شاهين» بالدخول لحضور القداس داخل القاعة الرئيسية، وقال خلال كلمته: إن زيارته تأتى للتأكيد أن مصر ستظل نسيجا واحدا، وإن قرار وزارة الأوقاف ما هو إلا محاولة لتمزيق الوطن بالفتنة الطائفية. بينما قال القس سامح موريس، راعى كنيسة قصر الدوبارة: إن تلك المسيرة تؤكد أن مصر لن يحكمها «طائفى».[FirstImage] من جانبه، شنّ الشيخ محمد عبدالله نصر، منسق حركة «أزهريون مع الدولة المدنية» خطيب «التحرير»، هجوماً حاداً على الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، قائلاً: «ما علاقتك يا عفيفى بالمخابرات الأمريكية؟»، كاشفاً عن أن نجل وزير الأوقاف عُين خطيباً بأحد مساجد واشنطن دون الحصول على أى شهادات علمية، مطالباً القوات المسلحة بتلبية نداء الشعب والوقوف فى وجه ما سماها «التيارات المتأسلمة». فى سياق آخر، نظمت أمس القوى الداعمة للقوات المسلحة مظاهرة أمام قصر القبة تحت شعار «مؤسسات الدولة لها شعب يحميها»، وذلك لتأكيد دعمهم لجميع الأجهزة السيادية بالدولة على رأسها الجيش والمخابرات العامة ووزارتا الخارجية والداخلية ضد ما سموها «محاولات السيطرة الإخوانية عليها». شارك فى الوقفة عدد من القوى السياسية، ومنها حركات: «التيار الحر، القيادة الشعبية لتحرير مصر، ضد الإخوان، ائتلاف 19 مارس، الأغلبية الصامتة، 6 أكتوبر، ائتلاف العباسية، مصر فوق الجميع». وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للقوات المسلحة، منها: «الجيش والشعب إيد واحدة» و«يا سيسى خد قرارك.. الشعب المصرى فى انتظارك» و«يسقط يسقط حكم المرشد» و«عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان مالهمش أمان». وقال محمد مشعل، منسق عام التيار الحر، إنهم تظاهروا أمام قصر القبة للتصدى لحملات التشويه التى تتعرض لها الأجهزة السيادية فى الدولة ومحاولات السيطرة عليها من قبل الإخوان، وطالب الجهات المسئولة بالتحقيق ومحاسبة كل من يوجه إلى أجهزة الدولة المهمة اتهامات غير صحيحة دون أدلة، مشددا على أن الشعب لن يترك الجيش وحده ضد محاولات الأخونة.